صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/158

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ونور عینی انا والله لك عاشقة وبك متعلقة ولكن أنا أعرف انك لا تصل الی فقال لها وما المانع فقالت له ساحكی لك فی هذه الليلة قصتی حتى تقبل عذری ثم انها ترامت عليه وطوقت على رقبته بيديها وصارت تقبله وتلاطفه ثم وعدته بالوصال ولم يزالا يلعبان ويضحكان حتى تمكن حب بعضهما من بعض ولم يزالا على ذلك الحال وهما فی كل ليلة ينامان علی فرش واحد وكلما طلب منها الوصال تتعزز عنه مدة شهر كامل وتمكن حب كل واحد منهما من قلب الآخر ولم يبق لهما صبر عن بعضهما الى ان كانت ليلة من الليالی وهو راقد معها والاثنان سكرانان فمد يده على جسدها وملس ثم مر بيده على بطنها ونزل الى سرتها فانتبهت وقعدت وتعهدت اللباس فوجدته مربوطا فنامت ثانيا فملس عليها بيده ونزل بها الى سراويلها وتكتها وجذبها فانتبهت وقعدت وقعد غانم بجانبها فقالت له ما الذي تريد قال أريد ان أنام معك وأتصافى انا وأنت فعند ذلك قالت له انا الآن أوضح لك أمری حتى تعرف قدری وينكشف لك سری ویظهرلك عذری قال نعم فعند ذلك شقت ذيل قميصها ومدت يدها الى تكة لباسها وقالت يا سيدی اقرأ الذی على هذا الطرف فاخذ طرف التكة فی يده ونظره فوجده مرقوما عليه بالذهب انا لك وأنت لی يا ابن عم النبی فلما قرأه نثر يده وقال لهای اكشفی لی عن خبرك قالت نعم اعلم اننی محظية أميرالمؤمنين واسم قوت القلوب وان أميرالمؤمنين لما ربانی فی قصره وكبرت نظر الى صفاتی وما أعطانی ربی من الحسن والجمال فاحبنی محبة زائدة وأخذنی واسكننی فی مقصورة وأمر لی بعشر جوار يخدمننی ثم انه أعطانی ذلك المصاغ الذی تراه معی ثم ان الخليفة سافر يوما من الايام الى بعض البلاد فجاءت السيدة زبيدة الى بعض الجواری التی فی خدمتی وقالت اذا نامت سیدتك قوت القلوب فحطی هذه القلعة البنج فی انفها أو فی شرابها ولك علی من المال ما يكفيك فقالت لها الجارية حبا وكرامة ثم ان الجارية أخذت البنج منها وهی فرحانة لأجل المال ولكونها كانت فی الأصل جاريتها فجاءت الی ووضعت البنج فی جوفی فوقعت على الأرض وصارت رأسي عند رجلی ورأيت نفسی فی دنيا أخرى ولما تمت حيلتها حطتنی فی ذلك الصندوق وأحضرت العبيد سرا وأنعمت عليهم وعلى البوابين وارسلتنی مع العبيد فی الليلة التی كنت نائما فيها فوق النخلة وفعلوا معی ما رأيت وكانت نجاتی على يديك وأنت أتيت بی الى هذا المكان وأحسنت الى غاية الاحسان وهذه قصتی وما أعرف الذی جرى للخليفة فی غيبتی فاعرف قدری ولا تشهر أمری فلما سمع غانم بن أيوب كلام قوت القلوب وتحقق انها محظية الخليفة تأخر الى ورائه خيفة من هيبة الخليفة وجلس وحده فی ناحية من المكان يعاتب نفسه ويتفكر فی أمره وصار متحيرا فی عشق التی ليس له اليها وصول فبكى من شدة الغرام ولوعة الوجد والهيام وصار يشكو الزمان وما له من العدوان فسبحان من شغل قلوب الكرام بالمحبة ولم يعط الانذال منها وزن حبة وأنشد هذين البيتين

قلب المحب علی الا حباب متعوب
وعقله مع بدیع الحسن منهوب
وقائل قال لی ما الحب قلت به
الحب عذب ولکن فیه تعذیب