صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/169

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قبلوا الأرض بين يدی الملك عمر النعمان.وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 62) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان رسل ملك القسطنطينية قبلوا الارض بين يدی الملك عمرالنعمان بعد ان حكوا له ثم اعلموه بالهدية وكانت الهدية خمسين جارية من خواص بلاد الروم وخمسين مملوكا عليهم أقبية من الديباج بمناطق من الذهب والفضة وكل مملوك فی أذنه حلقة من الذهب فيها لؤلؤة تساوی الف مثقال من الذهب والجواری كذلك وعليهم من القماش ما يساوی مالا جزيلا فلما رآهم الملك قبلهم وفرح بهم وأمر باكرام الرسل وأقبل على وزرائه يشاورهم فيما يغفل فنهض من بينهم وزير وكان شيخا كبيرا يقال له دندان فقبل الارض بين يدي الملك عمرالنعمان وقال ايها الملك ما فی الأمرأحسن من أنك تجهزعسكرا جرارا وتجعل قائدهم ولدك شركان ونحن بين يديه غلمان هذا الرأی أحسن لوجهين الاول ان ملك الروم قد استجار بك وأرسل اليك هدية فقبلتها والوجه الثانی ان لعدو لا يجسر على بلادنا فاذا منع عسكرك عن ملك الروم وهزم عدوه ينسب هذا الامر اليك ويشيع ذلك فی سائر الاقطار والبلاد ولا سيما اذا وصل الخبر الى جزائر البحر وسمع بذلك أهل المغرب فانهم يحملون اليك الهدايا والتحف والاموال فلما سمع لملك هذا الكلام من وزيره دندان أعجبه واستصوبه وخلع عليه وقال له مثلك من تستشيره الملوك ينبغي ان تكون أنت فی مقدم العسكر وولدی شركان فی ساقة العسكر ثم ان الملك أمر باحضار ولده فلما حضر قص عليه القصة واخبره بما قاله الرسل وبما قاله الوزير دندان وأوصاه باخذ الاهبة والتجهيز للسفر وانه لا يخالف الوزير دندان فيما يشور به عليه وأمره أن ينتخب من عسكره عشرة آلاف فارس كاملين العدة صابرين على الشدة فامتثل شركان ما قاله والده عمر النعمان وقام فی الوقت واختار من عسكره عشرة آلاف فارس ثم دخل قصره وأخرج مالا جزيلا وانفق عليهم المال وقال لهم قد أمهلتكم ثلاثة أيام فقبلوا الأرض بين يديه مطيعين لأمره ثم خرجوا من عنده وأخذوا فی الاهبة واصلاح الشان ثم ان شركان دخل خزائن السلاح وأخذ ما يحتاج اليه من العدد والسلاح ثم دخل الاصطبل واختارمنه الخيل المسالمة وأخذ غير ذلك وبعد ذلك أقاموا ثلاثة أيام ثم خرجت العساكر الى ظاهر المدينة وخرج عمر النعمان لوداع ولده شركان فقبل الارض بين يديه واهدى له سبع خزائن من المال وأقبل على الوزير دندان وأوصاه بعسكر ولده شركان فقبل الأرض بين يديه وأجابه بالسمع والطاعة وأقبل الملك على ولده شركان وأوصاه بمشاورة الوزير دندان فی سائر الامور فقبل ذلك ورجع والده الى ان دخل المدينة ثم ان شركان امر كبار العسكر بعرضهم عليه وكانت عدتهم عشرة آلاف فارس غير ما يتبعهم ثم ان القوم حملوا ودقت الطبول وصاح النفير وانتشرت الاعلام تخفق على رؤسهم ولم يزالوا سائرين والرسل تقدمهم الى ان ولى النهار وأقبل الليل فنزلوا واسترا حواوباتوا تلك اللیلة فلما أصبح الصباح ركبوا وساروا ولم يزالوا سائرين والرسل يدلونهم على الطريق مدة عشرين يوما ثم أشرفوا فی اليوم الحادی والعشرين على واد واسع الجهات كثير الاشجار والنبات وكان وصولهم الى ذات الوادی ليلا فامرهم شركان بالنزول والاقامة فيه ثلاثة أيام فنزل العساكر وضربوا