صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/174

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
لوکان من یکشف عنی الهوی
برئت من حولی ومن قوتی
وان قلبی فی ضلال الهوی
صب وارجو الله فی شدتي

فلما فرغ من شعره رأى بهجة عظيمة قد أقبلت فنظر فاذا هو باكثر من عشرين جارية كالاقمار حول تلك الجارية وهی بينهن كالبدر بين الكواكب وعليها ديباج ملوكی وفی وسطها زنار مرصع بانواع الجواهر وقد ضم خصرها وأبرز ردفها فصارا كانهما كثيب بلور تحت قضيب من فضة ونهداها كفحلی رمان فلما نظر شركان ذلك كاد عقله أن يطير من الفرح ونسی عسكره ووزيره وتأمل رأسها فرأي عليها شبكة من اللؤلؤ مفصلة بانواع الجواهر والجواري عن يمينها ويسارها يرفعن أذيالها وهي تتمايل عجبا فعند ذلك وثب شركان قائما على قدميه من هيبة حسنها وجمالها فصاح وأحیرتاه من هذا الزنار وأنشد هذه الأبيات

ثقیلة الارداف مائلة
خرعوبة ناعمة النهد
تکتمت ما عندها من جوی
ولست أکتم الذی عندی
خداعها یمشین من خلفها
کالقیل فی حل وفی عقد

ثم ان الجارية جعلت تنظر اليه زمانا طويلا وتكرر فيه النظر الى ان تحققته وعرفته فقالت له بعد ان أقبلت عليه قد أشرق بك المكان يا شركان كيف كانت ليلتك يا همام بعدما مضينا وتركناك ثم قالت له ان الكذب عند الملوك منقصة وعار ولا سيما عند أكابر الملوك وانت شركان ابن عمر النعمان فلا تنكر نفسك وحسبك ولا تكتم أمرك عنی ولا تسمعنی بعد ذلك غير الصدق فان الكذب يورث البغض والعداوة فقد نفذ فيك سهم القضا فعليك بالتسليم والرضا فلما سمع كلامها لم يمكنه الانكار فاخبرها بالصدق وقال لهاا أنا شركان بن عمر النعمان الذی عذبنی الزمان وأوقعنی فی هذا المكان فمهما شئت فافعليه الآن فاطرقت برأسها الى الأرض زمانا طویلا ثم التفتت اليه وقالت له طب نفسا وقر عينا فانك ضيفی وصار بيننا وبينك خبز وملح وحديث ومؤانسة فانت فی ذمتی وفی عهدی فكن آمنا وحق المسيح لوأراد اهل الأرض أن يؤذوك لما وصلوا اليك الا ان خرجت روحی من أجلك ولو كان خاطری فی قتلك لقتلتك فی هذا الوقت ثم تقدمت الى المائدة وأكلت من كل لون لقمة فعند ذلك أكل شركان ففرحت الجارية وأكلت معه الى ان اكتفيا وبعد ان غسلا أيديهما قامت وأمرت الجارية أن تأتی بالرياحين وآلات الشراب من أوانی الذهب والفضة والبلور وأن يكون الشراب من سائر الالوان المختلفة والانواع النفيسة فأتتها بجميع ما طلبته ثم ان الجارية ملات أولا القدح وشربته قبله كما فعلت فی الطعام ثم ملات ثانيا وأعطته اياه فشرب فقالت له يا مسلم انظر كيف أنت فی ألذ عيش ومسرة ولم تزل تشرب معه الى ان غاب عن رشده وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفى ليلة 65) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الجارية ما زالت تشرب وتسقی شركان الى ان غاب عن رشده من الشراب ومن سكر محبتها ثم انها قالت الجارية يا مرجانة هات لنا شيئا من آلات