صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/188

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فخرجت له مرجانة وقالت له يا غضبان قد اسعدك الله ان قبلت من سيدتك ما تقوله لك من الكلام ثم اخذت بيده واقبلت به على سيدتها فلما رآها قبل الارض بق يديها فحين راته نفر قلبها منه لكنها قالت فی نفسها ان الضرورة لها احكام واقبلت عليه تحدثه وقلبها نافر منه وقالت له يا غضبان هل فيك مساعدة لنا على غدرات الزمان واذا اظهرتك على امری تكون كاتما له فلما نظر العبد اليها وراى حسنها ملكت قلبه وعشقها لوقته وقال لها يا سيدتی ان امرتينی بشیء لا اخرج عنه فقالت له اريد منك فی هذه الساعة ان تأخذنی وتأخذ جاريتی هذه وتشد لنا راحلتين وفرسين من خيل الملك وتضع على كل فرس خرجا من المال وشيئأ من الزاد وترحل معنا إلى بلادنا وان أقمت عندنا زوجناك من تختارها من جواري وان طلبت الرجوع الى بلادك أعطيناك ما تحب ثم ترجع الى بلادك بعد أن تأخذ ما يكفيك من المال فلما سمع الغضبان ذلك الكلام فرح فرحا شديدا وقال يا سيدتي انی أخدمكما بعيوني وأمضی معكما وأشد لكما الخيل ثم مضى وهو فرحان وقال فی نفسه قد بلغت ما أريد منهما وان لم يطاوعاني قتلتهما وأخذت ما معهما من المال وأضمر ذلك فا سره ثم مضى وعاد ومعه راحلتان وثلاث من الخيل وهو راكب احداهن وأقبل على الملكة ابريزة وقدم اليها فرسا فركبتها وهی متوجعة من الطلق ولا تملك نفسها من کثرة الوجع و رکبت مرجانة فرسا ثم سافر بهما لیلا ونهارا حتی وصلوا بین الجبال وبقی بینها وبین بلادها یوم واحد فجاء ها الطلق فما قدرت أن تمسك نفسها على الفرس فقالت للغضبان أنزلنی فقد لحقنی الطلق وقالت لمرجانة انزلی واقعدی تحتی وولدينی فعند ذلك نزلت مرجانة من فوق فرسها ونزل الغضبان من فوق فرسه وشد لجام الفرسين ونزلت الملكة ابريزة من فوق فرسها وهي غائبة عن الدنيا من شدة الطلق وحين رآها الغضبان نزلت على الارض وقف الشيطان فی وجهه فشهر حسامه فی وجهها وقال يا سيدتي ارحمينی بوصلك فلما سمعت مقالته التفتت اليه وقالت له ما بقي الا العبيد السود بعد ما كنت لا أرضى بالملوك الصناديدوأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 68) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن لملكة ابريزة لما قالت للعبد العبد هو الغضبان ما بقي الا العبيد السود ثم صارت تبكته وأظهرت له الغيظ وقالت له ويلك ما هذا الكلام الذي تقوله لی فلا تتكلم بشیء من هذا في حضرتی واعلم أننی لا أرضى بشیء مما قلته ولو سقيت كأس الردى ولكن اصبر حتى أصلح الجنين وأصلح شأني وأرمي الخلاص ثم بعد ذلك ان قدرت علی فافعل بی ما تريد وان لم تترك فاحش الكلام فی هذا الوقت فانی أقتل نفسی بيدی وأرتاح من هذا كله ثم أنشدت هذه الابيات

أيا غضبان دعنی قد كفانی
مكايدة الحوادث والزمان
عن الفحشاء ربی قد نهانی
وقال النار مثوي من عصانی
وانی لا أميل بفعل سوء
بعين النقص دعنی لا ترانی