صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/190

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لها أهكذأ يفعلون المسلمون ببنتی فان الملك عمر النعمان أزال بكارتها قهرا وبعد ذلك قتلها عبد اسود من عبيده فوحق المسيح لا بد من أخذ تار بنتی و كشف العار عن عرضی والا قتلت نفسی بيدي ثم بكى بكاء شديدا فقالت له أمه ذات الدواهي ما قتل ابنتك الا مرجانة لانها كانت تكرهها في الباطن ثم قالت لولدها لا تحزن من أخذ ثارها فوحق المسيح لا أرجع عن الملك عمر النعمان حتى أقتله وأقتل أولاده ولاعملن معه عملا تعجز عنه الدهاة والابطال ويتحدث عنه المتحدثون فی جميع الاقطار ولكن ينبغي لك أن تمتثل أمري فی كل ما أقوله وأنت تبلغ ما تريد فقال وحق المسيح لا أخالفك ابدا فيما تقولينه قالت له ائتنی بجوار نهد أبكار وائتنی یحكماء الزمان واجزل لهم العطايا وأمرهم ان يعلموا الجواري الحكمة والادب وخطاب الملوك ومنادمتهم والاشعار وأن يتعلموا بالحكمة والمواعظ ويكون الحكماء مسلمين لاجل أن يعلموهن أخبار العرب وتواريخ الخلفاء وأخبار من سلف من ملوك الاسلام ولو أقمنا على ذلك عشرة أعوام وطول روحك واصبر فان بعض الاعراب يقول ان أخذ الثار بعد أربعين عاما مدته قليلة ونحن اذا علمنا تلك الجواری بلغنا من عدونا ما نختار لانه ممحن بحب الجواری وعنده ثلثمائة وست وستون جارية وازددن مائة جارية من خواص جواريك التی كن مع المرحومة فاذاتعلم الجواري ما أخبرتك من العلوم فانی آخذهم بعد ذلك وأسافر بهم فلما سمع الملك حردوب كلام أمه ذات الدواهی فرح فرحا شديدا وقبل رأسها ثم أرسل من وقته وساعته المسافرين والقصاد الى أطراف البلاد ليأتوا اليه بالحكماء من المسلمين فامتثلوا أمره وسافروا الى بلاد بعيدة وأتوا بما طلبه من الحكماء والعلماء فلما حضروا بين يديه أكرمهم غايه الاكرام وخلع عليهم الخلع ورتب لهم الرواتب والجرايات ووعدهم بالمال الجزيل اذا فعلوا ما أمرهم به ثم أحضر لهم الجواری وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 69) قالتا یلغنی أيها الملك السعيد أن العلماء والحكماء لما حضروا عند الملك حردوب أكرمهم اكراما زائدا وأحضروا الجواری بين أيديهم وأوصاهم أن يعلموهن الحكمة والادب فامتثلوا أمره هذا ما كان من أمر الملك حردوب وأما ما كان من أمر الملك عمر النعمان فانه لما عاد من الصيد والقنص وطلع القصر طلب الملكة ابريزة فلم يجدها ولم يخبره أحد عنها فعظم عليه ذلك وقال كيف تخرج هذه الجارية من القصر ولم يعلم بها أحد فان كانت مملكتی على هذا الامر فانها ضائعة المصلحة ولا ضابط بها فما بقيت أخرج الى الصيد والقنص حتى أرسل الى الابواب من يتوكل بها واشتد حزنه وضاق صدره لفراق الملكة ابريزة فبينما هو كذلك واذا بولده شركان قد أتي من سفره فاعلمه والده بذلك وأخبره أنها هربت وهو فی الصيد والقنص فاغتم شركان لذلك غما شديدا ثم ان الملك صار يتفقد أولاده كل يوم ويكرمهم وكان قد أحضر العلماء والحكماء ليعلموهم العلم ورتب لهم الرواتب فلما رأى شركان ذلك الامر غضب غضبا شديدا وحسد اخوته على ذلك الى أن ظهر أثر الغيظ فی وجهه ولم يزل متمرضا حتى هذا الامرفقال له