صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/221

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أرض الحجاز ومضى لهما خمسن سنين ولم يقع لهما أحد على خبر فلما سمع الحاجب ذلك علم ان القضية التی وقعت لزوجته صحيحة فاغتم لموت الملك غما عظيما ولكنه فرح فرحا شديدا وخصوصا بمجیء ضوء المكان لانه يصير سلطانا ببغداد فی مكان أبيه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 96) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان حاجب شركان لما سمع من الوزير دندان ما دكره من خبر الملك عمر النعمان تأسف الى الوزير دندان وقال ان قصتكم أعجب من العجائب اعلم ايها الوزير الكبير انكم حيث صادفتمونی الآن أراحكما الله من التعب وقد جاء الامر كما تشتهون على أهون سبب لأن الله رد الیکم ضوء المكان هو واخته نزهة الزمان وانصلح الأمر وهان فلما سمع الوزيرهذا الكلام فرح به فرحا شديدا ثم قال له ايها الحاجب اخبرنی بقصتهما وبما جرى لهما وبسبب غيابهما فحدثه بحديث نزهة الزمان وانها صارت زوجته واخبره بحديث ضوء المكان من أوله الى آخره فلما فرغ الحاجب من حديثه أرسل الوزير دندان الى الامراء والوزراء واكابر الدولة واطلعهم على القصة ففرحوا بذلك فرحا شديدا وتعجبوا من هذا الاتفاق ثم اجتمعوا كلهم وجاؤوا عند الحاجب ووقفوا فی خدمته وقبلوا الارض بين يديه واقبل الوزير من ذلك الوقت علي الحاجب ووقف بين يديه ثم ان الحاجب عمل فی ذلك اليوم ديوانا عظيما وجلس هو والوزير دندان على التخت وبين أيديهما جميع الامراء والكبراء وأرباب المناصب على حسب مراتبهم ثم بلوا السكر في ماء الورد وشربوا ثم قعد الامراء للمشورة واعطوا بقية الحيش اذنا فی أن يركبوا مع بعضهم ويتقدموا قليلا حتى يتموا المشورة ويلحقوهم فقبلوا الأرض بين يدی الحاجب وركبوا وقدامهم رايات الحرب فلما فرغ الكبراء من مشورتهم ركبوا ولحقوا العساكر ثم أرسل الحاجب الى الوزير دندان وقال له الرأی عندی ان أتقدم واسبقكم لأجل ان أهيیء للسلطان مكانا يناسبه واعلمه بقدومكم وانكم اخترتموه على أخيه شركان سلطانا عليكم فقال الوزيرنعم الرأی الذی رأيته ثم نهض ونهض الوزير دندان تعظيما له وقدم له التقاديم واقسم عليه ان يقبلها وكذلك الامراء الكبار وأرباب المناصب قدموا له التقاديم ودعوا له وقالوا له لعلك تحدث السلطان ضوء المكان فی أمرنا ليبقينا مستمرين فی مناصبنا فاجابهم لما سألوه ثم امر غلمانه بالسير فارسل الوزير دندان الخيام مع الحاجب وامر الفراشين ان ينصبوها خارج المدينة بمسافة يوم فامتثلوا امره وركب الحاجب وهو في غاية الفرح وقال فی نفسه ما ابرك هذه السفرة وعظمت زوجته فی عينه وكذلك ضوء المكان ثم جد فی السفر الى ان وصل الى مكان بينه وبين المدينة مسافة يوم ثم امر بالنزول فيه لاجل الراحة وتهيئة مكان لجلوس السلطان ضوء المكان ابن الملك عمر النعمان ثم نزل من بعيد هو ومماليكه وامر الخدام ان يستأذنوا السيدة نزهة الزمان فی ان یدخل عليهما فاستأذنوها فی شأن ذلك فاذنت له فدخل عليها واجتمع بها وباخيها واخبرهما بموت ابيهما وان ضوء المكان جعله الرؤساء ملكا عليهم عوضا عن ابيه عمر النعمان وهنأهما بالملك فبکیا علی فقدا بیهما وسألا عن سبب