والقنص وكان له بازى رباه ولا يفارقه ليلا ولا نهارا ويبيت طول الليل حامله على يده واذا طلع الى الصيد ياخذه معه وهو عامل له طاسة من الذهب بمملعقة فى رقبته يسقيه منها فبينما الملك جالس واذا بالوكيل على طير الصيد يقول يا ملك الزمان هذا اوان الخروج الى الصيد فاستعد الملك للخروج وأخذ البازى على يده يده وصاروا إلى أن وصلوا إلى واد ونصبوا شبكة الصيد واذا بغزالة وقعت فى تلك الشبكة فقال الملك كل من فاتت الغزالة من جهته قتلته فضيقوا عليها حلقة الصيد واذا بالغزالة اقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدرها كأنها تقبل الارض للملك فطاطا الملك للغزالة ففرت من فوق دماغه وراحت الى البر فالتفت الملك الى العسكر فرآه يتغامزون عليه فقال يا وزيرى ماذايقول العساكر فقال يقولون إنك قلت كل من فاتت الغزالة من جهته قتل فقال الملك وحياة رأسى لاتبعنها حتى اجىء بها ثم طلع الملك فى اثر الغزالة ولم يزل وراءها وصار البازى يلطشها على عينيهاالى أن أعماها ودوخها فسحب الملك دبوسا وضربها فقلبها ونزل فذبحها وسلخها وعلقها فى قربوس السرج وكانت ساعة حر وكان المكان قفرا لم يوجد فيه ماء فعطش الملك وعطش الحصان فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن وكان الملك لا بسا فى كفه جلدا فاخذ الطاسة من قبة البازى وملاها من ذلك الماء ووضع الماء قدامه واذا بالبازي لطش الطاسة فقلبها فاخذ الملك الطاسة ثانيا وملاها وظن ان البازى عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانيا وقلبها فغضب الملك من البازى واخذ الطاسة ثالثا وقدمها للحصان فقلبها البازى بجناحه فقال الملك الله بخيبك يا أشأم الطيور أحرمتنى من الشرب وأحرمت نفسك وأحرمت الحصان ثم ضرب البازى بالسيف فرمى أجنحته فصار البازى يقيم رأسه ويقول بالاشارة انظر الذى فوق الشجرة فرفع الملك عينه فرأى فوق الشجرة حية والذى يسيل سمها فندم الملك على قص أجنحة الباز البازي ثم قام وركب حصانه وسار ومعه الغزالة حتى وصل الى مكانه الأول فألقى الغرالة الى الطباخ وقال له خذها واطبخها ثم جلس الملك على الكرسى والبازى على يده فشهق البازى ومات فصاح الملك حزنا وأسفا على قتل البازى حيث خلصه من الهلاك هذا ما كان من حديث الملك السندباد
فلما سمع الوزير كلام الملك يونان قال له أيها الملك العظيم الشأن وما الذى فعلته من الضرورة ورأيت منه سوء انما فعل معك هذا شفقة عليك وستعلم صحة ذلك فان قبلت منى نجوت والا هلكت كما هلك وزير كان احتال على ابن ملك من الملوك وكان لذلك الملك ولد مولع بالصيد والقنص وكان له وزير فامر الملك ذلك الوزير أن يكون مع ابنه أينما توجه فخرج يوما من الايام الى الصيد والقنص وخرج معه وزير أبيه فسارا جميما فنظرا الى وحش كبير فقال الوزير لابن الملك دونك هذا الوحش فاطلبه فقصده ابن الملك حتى غاب عن العين وغاب عنه الوحش فى البرية وتحير ابن الملك فلم يعرف أين يذهب واذا بحارية على رأس الطريق وهى تبكى فقال لها ابن الملك من أنت قالت بنت ملك من ملوك الهند وكنت في البرية فادركنى النعاس فوقعت من فوق الدابة ولم أعلم بنفسى فصرت منقطعة حائرة
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/23
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.