صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/236

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدين الملك شركان لم ينم في تلك الليلة لا هو ولا أخوه ضوء المكان بل كانا يباشران الناس وينقدان الجرحى ويهنئانهم بالنصر والسلامة والثواب فی القيامة هذا ما كان من أمر المسلمين وأما ما كان من امر الملك أفريدون ملك القسطنطينية وملك الروم وامه العجوز ذات الدواهی فانهم جمعوا امراء العسكر وقالوا لبعضهم انا كنا بلغنا المراد وشفينا الفؤاد ولكن اعجابنا بكثرتنا هو الذی خذلنا فقالت لهم العجوز ذات الدواهی انه لا ينفعكم الا انكم تتقربون للمسيح وتتمسكون بالاعتقاد الصحيح فوحق المسيح ما قوى عسكر المسلمين الا هذا الشيطان الملك شركان فقال الملك أفريدون انی قدعولت فی غد على أن أصف لهم الصفوف وأخرج لهم الفارس المعروف لوقابن شملوط فانه اذا برز الى الملك شركان قتله وقتل غيره من الابطال حتى لم يبق منهم أحد وقد عولت فی هذه الليلة على تقديسكم بالبخور الاكبر فلما سمعوا كلامه قبلوا الأرض وكان البخور الذی أراده خره البطريق الكبير ذی الانكار والنكير فانهم كانوا يتنافسون فيه ويستحسنون مساويه حتى كانت أكابر بطارقة الروم يبعثونه الى سائر اقاليم بلادهم فی خرق من الحرير ويمزجونه بالمسك والعنبر فاذا وصل خراؤه الى الملوك يأخذوا منه كل درهم بالف دينار حتى كان الملوك يرسلون فی طلبه من أجل بخور العرائس وكانت البطارقة يخلطونه بخرائهم فان خره البطريق الكبير لا يكفی عشرة أقاليم وكان خواص ملوكهم يجعلون قليلا منه فی كحل العيون ويداوون به المريض والمبطون فلما أصبح الصباح واشرق بنوره ولاح وتبادرت الفرسان الى حمل الرماح وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 109) قالت بلغنی أيها الملك السعيد انه لما أصبح الصباح عاد الملك أفريدون بخواص بطارقته وأرباب دولته وخلع عليهم ونقش الصليب فی وجوههم وبخرهم بالبخور المتقدم ذكره الذی هو خره البطريق الاكبر والكاهن الامکر فلما بخرهم دعا بحضور لوقا بن شملوط الذي يسمونه سيف المسيح وبخره بالرجيع وحنكه به بعد التبخير ونشقه ولطخ به عوارضه ومسح بالفضلة شواربه وكان ذلك الملعون لوقا ما فی بلاد الروم أعظم منه ولا أرمى بالنبال ولا أضرب بالسيف ولا أطعن بالرمح والنزال وكان بشع المنظر كان وجهه وجه حمار وصورته صورة قرد وطلعته طلعة الرقيب وقربه أصعب من فراق الحبيب له من الليل ظلمته ومن الابخر نكهته ومن القوس قامته ومن الكفر سميته وبعد ذلك أقبل على الملك أفريدون وقبل قدميه ثم وقف بين يديه فقال الملك أفريدون إنی أريد أن تبرز إلى شركان ملك دمشق إبن عمر النعمان وقد إنجلى عنا هذا الشروالهوان فقال سمعا وطاعة ثم إن الملك نقش فی وجه الصليب وزعم ان النصر يحصل له عن قريب ثم انصرف لوقا من عند الملك أفريدون وركب الملعون لوقا جوادا أشقر وعليه ثوب أحمر وزردية من الذهب المرصع بالجواهر وحمل رمحا له ثلاث حراب كانه ابليس الليل يوم الاحزاب وتوجه هو وحزبه الكفار كانهم يساقون الى النار وبينهم مناد ينادی بالعربی ويقول يا أمة محمد صلی الله وعلیه وسلم لا يخرج منكم الا فارسكم سيف الاسلام شركان صاحب دمشق الشام فما استتم كلامه الا وضجة في الفلا سمع صوتها