صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/24

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فلما سمع ابن الملك كلامها رق لحالها وحملها على ظهر دابته وأردفها وسار حتى مر بجزيرة فقالت له الجارية ياسيدى اريد ان أزيل ضرورة فانزلها الى الجزيزة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهى لاتعلم به فاذا هى غولة وهى تقول لاولادها ياأولادى قد أتيتكم اليوم بغلام سمين فقالوا لها أتينا به يا أمنانا كله فى بطوننا فلما سمع ابن الملك كلامهم ايقن بالهلاك إرتعدت فرائصه وخشى على نفسه ورجع فخرجت الغولة فرأته كاالخائف الوجل وهو يرتعد فقالت له ما بالك خائفا فقال ان لى عدوا وانا خائف منه فقالت الغولة انك تقول انا ابن الملك قال لها نعم قالت له مالك لا تعطى عدوك شيأ من المال فترضيه به فقال لها انه لايرضى بمال ولا يرضى الا بالروح وانا خائف منه وانا رجل مظلوم فقالت له ان كنت مظلوما كما تزعم فاستعن بالله عليه بانه يكفيك شره وشر جميع من تخافه فرفع ابن الملك رأسه الى السماء وقال يا من يحيب دعوة المضطر اذا دعاه ويكشف السوء انصرنى على عدوى واصرفه عنى انك على ماتشاء قدير فلما سمعت الغولة دعاءه انصرفت عنه وأنصرف ابن الملك الى ابيه وحدثه بحديث الوزير وانت ايها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك أقبح القتلات وان كنت أحسنت اليه وقربته منك فانه يدبر فى هلاكك اما ترى انه ابرأك من المرض من ظاهر الجسد بشيء أمسكته بيدك فلا تأمن ان يهلكك بشىء تمسكه ايضا فقال الملك يونان صدقت فقد يكون كما ذكرت ايها الوزير الناصح فلعل هذا الحكيم اتى جاسوسا فى طلب هلاكى واذ كان ابرأنى بشىء أمسكته بيدى فانه يقدر أن يهلكنى بشىء أشمه ثم ان الملك يونان قال لوزيره أيها الوزير كيف العمل فيه فقال له الوزير ارسل اليه فى هذا الوقت واطلبه فان حضر فاضرب عنقه فتكفى شره وتستريح منه واغدر به قبل ان يغدر بك فقال الملك يونان صدقت أيها الوزير ثم ان الملك أرسل الى الحكيم فحضر وهو فرحان ولا يعلم مقدره الرحمن كما قال بعضهم فى المعنى

يا خائفا من دهره كن آمنا
وكل الامور الى الذى بسط الثرى
ان المقدر كائن لا ينمحى
ولك الامان من الذى ما قدرا

وانشد الحكيم مخاطبا قول الشاعر

اذا لم أقم يوما لحقك بالشكر
فقل لى لن أعددت نظمى مع النثر
لقد جددت لى قبل السؤال بانعم
أتتنى بلا مطل لديك ولا عذر
فمالى لا أعطى ثناءك حقه
واثنى على علياك السر والجهر
سأشكر ما أوليتنى من صنائع
يخف لها فمى وان أثقلت ظهرى

فلما حضر الحكيم رويان قال له الملك أتعلم لماذا أحضرتك فقال الحكيم لايعلم الغيب الا الله تعالى فقال له الملك احضرتك لاقتلك وأعدمك روحك فتعجب الحكيم رويان من تلك المقالة غاية العجب وقال ايها الملك لماذا تقتلنى واى ذنب بدا منى فقال له الملك قد قيل لى انك جاسوس وقد أتيت لتقتلنى وها انا أقتلك قبل ان تقتلنى ثم ان الملك صاح على السياف وقال له اضرب رقبة هذا الغدار وأرحنا من شره فقال الحكيم ابقنى يبقيك الله ولاتقتلنى يقتلك الله ثم انه كرر عليه القول