صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فتغيب الى الفجر وتأتي اليه وتبخره عند انفه بشىء فيستيقظ من منامه فلما سمعت كلام الجوارى صار الضيا فى وجهى ظلاما وما صدقت اذ الليل اقبل وجاءت بنت عمى من الحمام فمددنا السماط وأكلنا وجلسنا ساعة زمانية نتنادم كالعادة ثم دعوت بالشراب الذي أشربه عند المنام فناولتنى الكاس فتزاوغت عنه وجعلت انى اشربه مثل عادتى ودلقته فى عني ورقدت في الوقت والساعة واذا بها قالت نم نيتك لم تقم والله كرهتك وكرهت صورتك وملت نفسى من عشرتك ثم قامت ولبست أفخر ثيابها وتبخرت وتقلدت سيفا وفتحت باب القصر وخرجت فقمت وتبعتها حتى خرجت من القصر وشقت في اسواق المدينة الى ان انتهت الى أبواب المدينة فتكلمت بكلام لا أفهمه فتساقطت الاقفال وانفتحت الابواب وخرجت وأنا خلفها وهى لا تشعر حتى انتهت الى ما بين الكيمان وأتت حصنا فيه قبة مبنية بطين لها باب فدخلته هى وصعدت أنا على سطح القبة واشرفت عليها واذا بها قد دخلت على عبد اسود احدى شفته غطاء وشفته الثانية وطاء وشفاهه تلقط الرمل من الحصى وهو مبتلى وراقد على قليل من قش القصب فقبلت الارض بين يديه فرفع ذلك العبد رأسه اليها وقال لها ويلك ما سبب قعودك الى هذه الساعة كان عندنا السودان وشربوا الشراب وصار كل واحد بعشيقته وانا ما رضيت ان أشرب من شأنك فقالت ياسيدى وحبيب قلبى أما تعلم انى متزوجة بابن عمى وانا اكره النظر فى صورته وابغض نفسى فى صحبته ولولا أنى أخشى على خاطرك لـكنت جعلت المدينة خرابا يصيح فيها البوم والغراب وانقل حجارتها الى جبل قاف فقال العبد تكذبين يا عاهرة وانا أحلف وحق فتوة السودان والا تكون مروءتنا مروءة البيضان ان بقيت تقعدى الى هذا الوقت من هذا اليوم لا أصاحبك ولا أضع جسدى على جسدك يا خائنة تغيبين على من أجل شهوتك يا منتنة ياأخس البيضان قال الملك فلما سمعت كلامها وانا أنظر بعينى ما جرى بينهما صارت الدنيا فى وجهى ظلاما ولم أعرف روحى فى أى موضع وصارت بنت عمى واقفة تبكى اليه وتتذلل بين يديه وتقول له ياحبيبي وثمرة فؤادى ما أحد غيرك بقى لى فان طردتنى يا ويلى يا حبيبي يا نور عينى وما زالت تبكى وتضرع له حتى رضى عليها ففرحت وقامت قلعت ثيابها ولباسها وقالت له يا سيدى هل عندك ما تأكله جاريتك فقال لها اكشفى اللقان فان تحتها عظام فيران مطبوخة فكليها ومرمشيها وقومى لهذه القوارة تجد فيها بوظة فاشربيها فقامت وأكلت وشربت وغسلت يديها وجاءت فرقدت مع العبد على قش القصب وتعرت ودخلت معه تحت الهدمة والشراميط فلما نظرت الى هذه الفعال التى فعلتها بنت عمى غبت عن الوجود فنزلت من فوق أعلى القبة ودخلت وأخذت السيف من بنت عمى وهممت أن اقتل الاثنين فضربت العبد اولا على رقبته فظننت انه قد قضى عليه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فلما أصبح الصباح دخل الملك الى محل الحكم واحتبك الديوان الى آخر النهار ثم طلع الملك قصره فقالت لها اختها دنيازاد تممى لنا حديثك قالت حبا وكرامة
(وفى ليلة ۸) قالت بلغى أيها الملك السعيد ان الشاب المسحور قال للملك لما ضربت العبد