صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فجاءها عبد اسود فعانقها وعانقته وواقعهاوكذلك باقى العبيد فعلوا بالجوارى ولم يزالوا فى بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار فلما رأى ذلك أخو الملك فقال والله أن بليتى أخف من هذه البلية وقد هان ماعنده من القهر والغم وقال هذا أعظم مما جرى لى ولم يزل فى أكل وشرب وبعد هذا جاء أخوه من السفر قسلما على بعضهما ونظر الملك شهريار الى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار ياكل بشهية بعدما كان قليل الأكل فتعجب من ذلك وقال يا أخي كنت أراك مصفر اللون والوجه والآن قد رد اليك لونك فاخبرنى بحالك فقال له اما تغير لونى فادكر لك واعف عنى عن اخبارك برد لونى فقال له اخبرنى أولا بتغير لونك وضعفك. حتى اسمعه فقال له يا أخى انك لماأرسلت وزيرك الى يطابنى للحضور بين يديك جهزت حالى وقد برزت من مدينتى ثم انى تذكرت الخرزة التى أعطيتها لك في قصرى فرجعت فوجدت زوجتى معها عبد اسود وهو نائم فى فراشى فقتلتهما وجئت اليك وأنا متفكر فى هذا الأمر فهذا سبب تغير لونى وضعفى واما ردلونى فاعف عنى من اذكره لك فلما سمع أخوه كلامه قال له اقسمت عليك بالله ان تخبرنى سبب رد لونك فعاد عليه جميع مارآه فقال شهريار لاخيه شاه زمانم مرادى ان أنظر بعينى فقال له أخوه شاه زمان اجعل انك مسافر للصيد والقنص واختفى عندى وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيانا فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام الى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم انه جلس فى الخيام وقال لغلمانه لايدخل على أحد ثم انه تنكر وخرج مختفيا الى القصر الذى فيه أخودوجلس فى الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان واذابالجوارى وسيدتهم دخلوا مع العبد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك الى العصر فلما رأى الملك شهريار ذلك لامر طار عقله من راسه وقال لاخيه شاه زمان قم بنا نسافر الى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أولا فيكون موتنا خير من حياتنا فاجابه لذلك ثم انهما خرجامن باب سر في القصر ولايزالا مسافرين أياما وليالى الى ان وصلاالى شجرة فى وسط مرج عدهاعين ماء بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان فلما كان بعد ساعة مضت من النهار اذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود اسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة قال فلما رأيا ذلك خافا وطلعا الى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر واذابجنى طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع الى البر واتى الشجرة التى هما فوقها وجاس تحتها وفتح الصندوق واخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منهاصبية غراء بهية كانها الشمس المضيئة كما قال الشاعر

أشرقت فى الدجى فلاح النهار
واستنارت بنورها الاسحار
من سناها الشموس تشرق لما
تنبدى وتنجلى الاقمار
تسجد الكائنات بين يديها
حين تبدو وتهتك الاستار
واذا أومضت بروق حماها
هطلت بالمدامع الامطار

قال فلما نظر اليها الجنى قال ياسيدة الحرائر التى قد اختطفتك ليلة عرسك أريد ان أنام قليلا ثم ان