صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/21

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٢١–

الذي يميد متحركاً في قطرة ماء لا يكابدون ما يكابدونه الا بتأثير عاملين : جذب اللذة وخوف الألم.

لا حركة بغير هذين الباعثين، ولا نتصور وجود بواعث أخرى غيرهما على رغم اختلاف الألفاظ، فحب الجمال والحرب والتدين والشهوات إن هي الا أمور صادرة عن مصدر عضوی واحد، ولا تلبث حركة البشر أن تزول بزوال ذلكما العاملين اللذين لا ريب فيهما : اللذة والألم.


الفصل الثاني

تقلبات الحس هي أساس حياة الفرد وحياة المجتمع


١ – حدود الشعور باللذة و الالم

تطبيق قواعد الوزن والقياس على درس الحوادث الجثمانية هو المرحلة الأولى في تقدم هذا الدرس، فلولا ميزان الحرارة لاكتُفى بتقديرات شخصية تختان باختلاف الناس، وما أتي به الانسان من رقي في ميدان العقل لم يؤت بمثله في دائرة العاطفة، ولذا ترانا عاطلين من ميزان نزن به المشاعر.

و مع ذلك فانه يظهر أن شعورنا باللذة والألم يتراوح بين حدين محصورين، بدعم هذا القول ما تم على يد علماء وظائف الأعضاء من تجارب، فلقد أثبت هؤلاء العلماء أن للحس حداً أعظمياً لا يتجاوزه مهما يزد المحرض وأن له حداً أصغرياً لا ينزل دونه .

ولا يزيد الحس بنسبة المحرض الذي يوجبه، فيقتضي أن يزيد المحرض على نسبة هندسية ليزيد الحس على نسبة حسابية، ولهذا يجب لمضاعفة ما تولدهُ آلة الطرب من حس زيادة عددها عشر مرات، و يقتضى لجعل ما تولده من حس ثلاث مرات زيادتها مئة ضعف، واذا أريدت مضاعفة طنين عشرة آلات طرب يوقع عليها عشرة