صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/51

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٥١–

الأنواع الچيولوچية على أن هذه الأنواع لم تظل باقية حتى اليوم، بل سبقتها أنواع وعقبتها أخرى ذات دوام محدود.

يظهر أن الأنواع تزول حينما تثقل وطأة ما ورثته عن الأجداد من خصائص فلا تقدر على ملاءمة تقلبات البيئة، هذا هو تاریخ عالم النبات وعالم الحيوان كما انهُ تاريخ كثير من الشعوب، فالنوع أو الفرد أو الشعب في دور الطفولة يمتاز بمرونة عظيمة يستطيع بها أن يلائم أي تحول في البيئة، وأما في دور شیخوخته فيكون ذا صلابة من الالتئام، وهذا هو السر في كون أحد الموجودات في مقتبل العمر يلائم تقلبات البيئة مع أن هذه التقلبات تقضى عليه في دور انحطاطه، وكذلك فان هذا يوضح لنا لماذا تغيب الشعوب الشائخة عن التاريخ عندما لا تقدر على التحول.

ولو اقتصر منطق الحياة على تنظيم وظائف الحياة لأغفلنا أمر البحث فيه، ولكن ما العمل وهو مسيطر على عوامل مهمة للآراء والمعتقدات والسير والحركة، ثم لما كانت الحياة دعامة المشاعر فاننا قد نتصور أن منطق الحياة ليس ذا تأثير في المنطق العاطفي فقط بل أن أحد هذين المنطقين مختلط بالآخر، تقول ذلك ونحن نرى أن المنطقين المذكورين منفصلان وانا منطق الحياة هو البقعة التي ينبت عليها المنطق العاطفى.

إذاً ليس عندنا إيضاح كاشف نعلل به سبب انكار منطق الحياة من قبل علماء النفس، فهذا المنطق هو أهم أنواع المنطق الأخرى لهيمنته عليها فمتى يأمرها تجيبه طائعة.

۲ – الغرائز ومنطق الحياة.

إن (بركسون) وان أصاب في تفريقه بين الغريزة والعقل لكنه لم يصب كبد الحقيقة تماماً، إذ يوجد كثير من الغرائز هى عادات عقلية أو عاطفية تراكمت بالوراثة، وأما التفريق بين حوادث الحياة بسيطة كانت – كالجوع والحب – أم معقدة – كالتى تشاهد في الحشرات – وبين الذكاء فصحيح.