صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/11

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
(ط)

ولادته: «أحمد توفيق». وقالت أخته المرحومة الشاعرة السيِّدة عائشة التيموريِّة في تاريخه من أبيات:

قـالَت لِوالِدِه الشِـقـيـقَـة حَـبَّذا
حَـيـا مَـصـابـيـحَ البَنات شَقيقي
فَـاِهـنَـأ بَـمَـولودٍ بَـدا تاريخُه
وَجـه المُـنـى بِـشِراك بِالتَوفيق

وقالت كذلك عند ابتدائه في القراءة، وكان إلى ذلك الوقت لا يزال يُسمَّى: «أحمد توفيق».

لاحَ السُـعـود وَأَسـفَـر التَـفـويق
وَتَـلا لَنـا سـور العُـلا تَـوفـيق

وكان كل همّ الفقيد مصروفاّ إلى الخطر الأعظم الذي يهدد المسلمين في حياتهم الاجتماعية والخُلُقيَّة والدينيَّة والسياسيَّة. وكان يرى هذا الخطر آتياً على أيدي المُسلمين أنفسهم، وذلك بِجُمُودهم وعجزهم عن أخذ دفَّة السفينة بأيديهم. وكان موقفه بين هذا الخطر وما يترتَّب فيه على المُسلم من واجب المُقاومة، موقفًا دقيقًا. لذلك آلى على نفسه أن يُشجِّع كُل دعوة لِلذَّب عن بيضة العربيَّة والإسلام، وأن يُعيِّن كُل مُقاومة يُراد بها ضدَّ التيَّار العدائي المُنصب عليهما. ومع ما فُطر عليه من دماثة خُلق، وأدبٍ عالٍ، فإنَّهُ كان يُحب الله، ويُبغض لله، ویُواصل لله، ويُقاطع لله، ولا تأخذه في ذلك لومة لائم.

وانتقل بعد وفاة زوجته إلى داره بالحلميَّة الجديدة، ثم اختار داراً جديدة لخزانة كتبه في حي الزمالك1 وواصل خدماته لِلعلم، وكان لا يضيف إلى علمه علمًا إلَّا بعد التثبُّت الذي تلازمه طمأنينة الإيمان، ولا يجري قلمه، أو يتحرَّك لسانه بحقيقة من حقائق العلم، إلَّا وهو يرى أنَّ الأجيال القادمة واقفة له بالمرصاد، تنقد ما ينقله إليها من معرفة، لذلك كانت كتاباته كُلُّها محميَّة مُحرَّرة، مُتحرِّيًا فيها وجه الصواب، في أبعد الغايات وأقربها.

وقد أنس الفقيد في حياته، وكلها حياة علمية، إلى علوم التاريخ الإسلامي والعربي والمصري، والجُغرافية الإسلاميَّة والعربيَّة والمصرية، وفنون الحضارة


  1. وظلَّت كذلك في حياته حتَّى نقلها نجلاه الفاضلان المغفور لهُ إسماعيل تيمور (باشا) والكاتب والقصصي الكبير الأُستاذ محمود تيمور عضو مجمع اللُّغة العربيَّة أطال الله حياته، إلى دار الكتب المصرية في جناح خاص بها لِتكون أعم نفعًا وأكثر فائدة.