صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/115

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٩٧
الأمثال العامية


فأنا مصاب فى الحالتين بما أفعل. يضرب للقريب لا يستطيع إساءة أقاربه بمثل إساءتهم إليه لأن ما يصيبهم من أذى أو شين يصيبه كما قال الشاعر:
قومى همو قتلوا أميم أخى
فإذا رميت يصيبني سهمى
ومثله للمتلمس:
ولو غير أخوالى أرادوا تقيصتى
جعلت لهم فوق العرابين مِيسما
وما كنت إلا مثل قاطع کفه
يكف له أخرى فأصبح أجذما1
وقال آخر:
فإن يك قد بردت بهم غليلي
فلم أقطع بهم إلا بناني2
وانظر فى معناه قولهم: (عيبك يعيبنى ياردىّ الفعايل) وسيأتى فى العين المهملة.
٥٤٩ - «أَنَا أَخْبَرْ بِشَمْسْ بَلَدِي»
أى إن كانت تضرّ أو تنفع، والمراد صاحب الدار أدرى بالذى فيها. وانظر فى معناه: (كل واحد عارف شمس داره تطلع منين) وسيأتى فى الكاف: وفى كتابات الجرجانىّ3: (ويقولون أعرف بشمس أرضه كناية عمّن تزداد معرفته بالشىء عن معرفة صاحبه) انتهى. ونظمه ابن أبى حجلة بقوله ومن دیوانه نقلته:
حلاوة فيهِ صادقة ولكن
عذولي فى الملام عليه فَشَّرْ
فدع يا عاذلى لومى فإنّى
بشمس بلاد أرضى منك أخبر
٥٥٠ - «أَنَا رَايحْ مِنْ حَدَاكْ قَالْ تِرِيّحْنِى مِنْ فِسَاكْ»
حداك محرف عن حذائك. والمراد من عندك. والمعنى إذا كان عزمك على الرحيل عنّى هو مبلغ تهديدك لى فبها ونعمت لأنّه يريحنى من فسائك، أي

من أذاك وقبائحك. يضرب للمهدّد بأمر تكون فيه المصلحة.

٥٥١ - «أَنَا غَنِيَّةْ وَاحِبِّ الْهِدِيَّةْ»
هو على لسان الطَمِعة الشرهة لما فى أيدى الناس مع ماهى فيه من

السعة. يضرب فى ذم هذا الطبع.


  1. نهاية الأرب للنويرى ج ٣ ص ٦٤ .
  2. الآداب لابن شمس الخلافة ص ١١٣ .
  3. قبل آخر ص ١٣٤ .
(٧)