صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/136

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١١٨
الأمثال العامية


٦٦۲ - «إِنْ لِبِسْتْ خِیشَهْ بَرْضَهَا عيشَهْ»
بِرْضَه: كلمة يستعملونها بمعنى أيضاً وبمعنى لم يزل. والخيش (بالإمالة): نسيج غلیظ تعمل منه الغرائر ومخالى الدواب ونحوها. وعيشة (بالإمالة): عائشة، أى إن لبست الثياب الرديئة بحكم تقلُّب الدهر فإنها لم تزل عائشة التى كنا نعرفها بمجدها وسجاياها لم تشبها هذه الثياب ولم يزر بحسبها الفقر. وانظر فى معناه: (إن ليسوا الرديه) الخ. وقولهم: (الفرس الأصيلة ما يعيبها جلالها).
٦٦٣ - «إِنْ لِبْسُوا الرِّدِيَّةْ هُمَّا الْعُرُنبِيِّهْ وِإنْ لِبْسُوا المَخَالِى هُمَّا الْعَوَالِى»
الرديّه (بكسرتين): الرَدِيئَة. والمراد الثياب البالية. والعرنبيّة (بضمتين فسكون): جمع عرنبى، وهو عندهم العظيم الماجد. والمخالى (جمع مٍخْلَة): وهى المخلاة التى تعلف بها الدوابّ وتكون عادة من نسيج دُونٍ غلیظ لايصلح للثياب، أى لم تزر ثيابهم البالية بنفوسهم العالية. وفى معناه قولهم: (إن لبست خیشه برضها عيشة) وقولهم: (الفرس الأصيلة ما يعيبها جلالها). ولابن بسّام فى المعنى1:
فلا تتهزئى إنْ رثّ بُرد
ولا تستنكرى دبر القلوص
فكم من موسر لا خير فيه
وكم من ماجد خلق القميص
وقال أبو عثمان الخالدى2:
يا هذه إن رحتُ في
خَلَق فما في ذاك عارُ
هذي المدام هي الحيا
ة قميصها خَزَفٌ وقار
ولإبراهيم بن هَرْمة3:
عجبت أثيلةُ أن رأتني مُخْلِقاً
ثكلتك أمك أيُّ ذاك يروع
قد يدرك الشرفَ الفتى ورداؤه
خَلَقٌ وجيب قميصه مرقوع

  1. ص ٥١ من مجموع منتخبات من بعض الدواوين.
  2. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ١٠٨
  3. نهاية الأرب ج ٣ آخر ص ٧٨