صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/140

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٢٢
الأمثال العامية

وسيأتي في حرف الواو. وقد يخرجه بعضهم مخرج التهكم والتندير، كما فعلت الأديبة المغربية إحدى أديبات الصعيد في العصر الماضي الذي أدركناه، وكانت نزلت على عربي بالشرقية اسه عامر ولم تحمد ضيافته، فنظمت المثل في زجل من النوع المعروف في الصعيد بالواو تقول فيه:
سَأَلْ ضعيف في حيهم بات
عن بيت بالفضل عامر
قالوا عربنا مدبَّات
قلت انخلي يا أم عامر
والمدبات عندهم: جمع مدب، وهو الرجل الفخور المتمدح بما ليس فيه.
٦٧٨ - «إِنْصَحْ صَاحْبَكْ مِنِ الصُّبْحِ لِلضُّهْرْ ِوأنْ مَا انْتَصَحْشْ بَقِيَّةِ النَّهارْ ضِلُّهْ»
أي انصح صاحبك من الصباح إلى الظهر فإن رأيته لا ينتصح بعد ذلك أضلله لأنه غير جدير بالنصح بل حقيق بالإضلال. وقريب منه قول العرب: (أَعْطِ أخاك تمرة فإن أبى فجمرة).
٦٧٩ - «أَنْضَفْ مِنِ الصِّينِي بَعْدْ غَسِيلُهْ»
لأن الخزف الصيني أملس الظاهر لا يتعلق به قذر إذا غُسل. يضرب غالبًا للمفلس، أي أصبح نقيًا من المال نقاء الصيني بعد غسله.
٦٨٠ - «أَنْفَكْ مِنَّكْ وَلَوْ كَانْ أَجْدَمْ وِصْبَاعَكْ صُبَاعَكْ وَلوْ كَاْن أَقْطَمْ»
لا يستعملون الأنف إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون: مناخير. والصباع (بضم أوله): الإصبع. وانظر معنى هذا المثل في قولهم: (العضمة النتنة لأهلها) وسيأتي في العين المهملة. وقالت العرب في أمثالها: (أنفك منك وإن كان أجدع) يضرب في القريب السوء1. وقالت أيضًا: (عيصك منك وإن كان أشبًا) والعيص: الجماعة من السدر. والأشب: (من الشجر الملتف) والالتفاف عيب لأنه يذهب بقوة الأصل يضرب في أن الأقارب لابد منهم وإن كانوا على خلاف ما تريد.
٦٨١ - «إِهْرِي فُولِكْ فِي كَشْكُولكْ»
الفول: الباقلاء، والكشكول (بفتح فسكون فضم): يطلق في الريف على وعاء من الفخار يشبه ما يسمى عندهم بالطاجن، أي هیّئ طعامك في وعائك. والمراد

  1. نهاية الأرب للنويري ج ٢ ص ١٢٠ ص ١٤