صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/198

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٨٠
الأمثال العامية


وسوء كيلة)، ويرادفه أيضاً من أمثال العرب: (غدّة كغدّة البعير وموت في بيت سلولية)1 قاله عامر بن الطفيل لما نزل بامرأة سلولية وخرجت به غدّة عظيمة فأبى البقاء عندها ومات على ظهر فرسه، وذلك لأن سلول أقل العرب وأذلهم. ومثله: (صبراً وبضبي) بنصب صبراً على الحال، أي أقتل مصبوراً، أي محبوساً. وقوله: وبضبي، أي أقتل بضبي. يضرب في الخصلتين المكروهتين يدفع إليهما الرجل، قال شتير بن خالد لما أراد ضرار بن عمرو الضبي قتله بابنه حصين.
٩٧٩ - «الْجَوَابْ يِنْقِرِي مِنْ عِلْوانُهْ»
الجواب: يريدون به الكتاب، أي ما يتراسل به الناس. والعلوان (بكسر أوله) عندهم، والصواب ضمه، وهو لغة صحيحة في العنوان، والمعنى أن في عنوان الكتاب ما يدل على ما فيه من خير وشر. يضرب في الأمور التي تعرف خوافيها من ظواهرها. وفي معناه قولهم: (خد الكتاب من عنوانه) إلا أنهم استعملوا فيه الكتاب بدل الجواب وأتوا بالعنوان بالنون. وقريب منهما قولهم: (الخبر يبان على الضبه). وللعباس بن الأحنف في نمّ الدمع على ما يكتمه العاشق:
لا جزى الله دمع عيني خيراً
وجزی الله كل خير لساني
نمّ دمعي فليس يكتم شيئاً
ورأيت اللسان ذا كتمان
كنت مثل الكتاب أخفاه عليّ
فاستدلوا عليــــه بالعنوان
هكذا رواها الشريشي في شرح المقامات2، واقتصر ابن أبي حجلة في ديوان الصبابة على البيتين الثاني والثالث وروايته للثاني:
باح دمعي فليس يكتم سرّاً
ووجدت اللسان ذا كتمان
۹۸۰ - «جُوًارْ يخْدِمُوا جْوارْ مِنْ غَدْرِتَكْ يَا زَمَانْ»
أي إماء يخدمن إماء مثلهن. يضرب للمتساويين يرفع الحظ أحدها على الآخر. وانظر: (جارية تخدم جارية قال دي داهيه عاليه).
۹۸۱ - «جَوَازَةْ نُصْرَانِيَّةْ لَا فْرَاقْ إلَِّا بِالْخُنَّاقْ»
الجوازة محرَّفة عن الزواجة بالقلب. والخناق (بضم أوله وتشديد ثانيه) يريدون به

  1. ج ١ ص ٢٠٧
  2. ص ٨٥ من النسخة رقم ١٤٧ أدب