صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/256

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٣٨
الأمثال العامية

ترحم نزلت تتوحم) أورده الأبشيهي في المستطرف1 وليس بمستعمل الآن فيما نعلم، ومعنى ترحم: تزور الأموات وتستنزل عليهم الرحمات بالصدقات.
۱۲۸٢ - «رَاحِتْ السَّكْرَةْ وِجَتْ الْفِكْرَةْ»
أي ذهبت ثورة الخمر وحلّ وقت التفكر فيا أنتجته من العواقب، والمراد كلّ ما يثير النفس من غضب ونزق وغيرها وحلول وقت التفكر والتندم. وأنشد ابن شمس الخلافة في كتاب الآداب لبعضهم:
ما كان ذاك العيش إلا سكرة
رحلت لذاذتها وحلّ خمارها2
۱۲۸۳ - «رَاحِتْ مِنِ الْغُزّْ هَارْبَةْ قَابْلُوهَا الْمَغَارْبَةْ»
الغزّ (بضم الأوّل) الترك وكانت جنود مصر منهم. والمغاربة: صنف من الجند المسترزق كانوا يستأجرون من النازلين بمصر من أهل المغرب من الزمن القديم إلى عصر عزيز مصر محمد علي الكبير، أي استطاعت هذه المرأة الهرب من الغزّ وتخلصت من أذاهم وعدوانهم فأوقعها الجدّ العاثر في المغاربة، وهم لا يقلون عن أولئك في الشرّ. يضرب لمن يتخلص من شر فيقع في مثله، وفي معناه من الأمثال العامية القديمة التي أوردها الموسويّ في نزهة الجليس قولهم: (شرد من الموت وقع في حضرموت)3.
١٢٨٤ - «رَاحِتِ النَّاسْ وِفِضِلِ النِّسْنَاسْ»
أي ذهب الناس الطيبون النافعون وبقي الرزل الخسيس، وهو مثل لفصحاء المولدين ذكره الميداني برواية: (ذهب الناس وبقي النسناس) فغيرت العامة فيه هذا التغيير. والنسناس: معروف يقال (بفتح أوله وكسره) والعامة تقتصر على الكسر، وفي معناه قولهم: (راح النوار وفضل القوار).
١٢٨٥ - «رَاسٍ بَلَا عَقْلْ قَرْعَةْ بِجْدِيدْ أَخيَرْ مِنْهَا»
الجديد (بكسرتين): نقد بطل التعامل به ولما أدخلوا عليه حرف الجرّ سكنوا أوله، والمعنى الرأس الخالي من العقل خير منه قرعة قليلة القيمة لأنها ينتفع بها، وإنما

  1. ج ١ ص ٤٩.
  2. ص ١٢٥.
  3. نزهة الجليس ج ص ٢٤٥.