صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/257

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٣٩
الأمثال العامية

خصوا القرعة بالذكر لأنها تشبه الرأس، والمراد القرع الكبير الحجم، ويروى: (دماغ بلا عقل) والأكثر الأول.
١٢٨٦ - «رَاسِ الْكَسْلَانْ بِيتِ الشِّيطَانْ»
لأنه لا يفكر ولا يشغل نفسه بعمل لكسله فيخلو رأسه للشيطان ووسوسته.
١٢٨٧ - «رَاسْ كُلِيبْ سَدِّتْ فِي النَّاقَةْ»
يضرب للشيء يسد عن المفقود ويقي. وخبر كليب وقتله في ناقة البسوس معروف. وأما قولهم: (جايب راس كليب) فيضرب في معنى آخر تقدم ذكره في الجيم.
۱۲۸۸ – «راكِبْ بَلَاشْ وِيْنَاغِشْ مِرَاتْ الرَّيِّسْ»
بلاش أي مجاناً وأصله بلا شيء. ويناغش: يغازل، وليس من المروءة أن يركبه الربان في سفينته مجاناً فيجازيه بمغازلة امرأته. يضرب للخسيس يجازي من يحسن إليه بمثل هذه الخسة وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي بلفظه في المستطرف1.
۱۲۸۹ - «الرَّايِبْ مَا يِرْجَمْشْ حَلِيبْ»
أي اللبن الرائب لا يعود حليباً، وقد يروى بزيادة: (عمر) في أوله. يضرب فيما غيرته الأيام والأحوال واستحالة عودته إلى ماكان عليه، وقد يراد به الهرم والشباب.
۱۲۹۰ - «رَايْحَةْ فينْ يَا هَايْلَةْ رَايْحَةْ أَعْدِّلِ الْمَايْلَةْ»
الهائلة: السمنة وهي عندهم السمن والبدانة. والمائلة التي أمال الزمان حالها، والمراد بها هنا النحيقة التي قبحها نحفها. يضرب في مدح السمن، ومن أمثالهم في ذلك أيضاً قولهم: (الراجل زي الجزار) الخ وقد تقدم. وأصله قول العرب في أمثالها: (قيل للشحم أين تذهب قال أقوم المعوج) يعني أن السمن يستر العيوب، وربما ضربته العرب للئيم يستغني فيبجل ويعظم، ورواه الشهاب الخفاجي في طراز المجالس2: (لو قيل للشحم أين تذهب لقال أسوّي المعوّج) قال: وتصوير مقاولة الشحم محال، ولكنّ الغرض أنّ السمن في الحيوان مما يحسن قبيحه، كما أنّ العجف مما يقبح حسنه.

  1. ج ۱ ص ٤٤
  2. ج ۱ ص ٣٩.