صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/31

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٣
الأمثال العامية


كان كالمرهون عنده له ألا يسلمه إلا بعد تقد الأجرة. يضرب للحق المحموط بأسباب تحفظه. ولأبى الفضل أحمد بن محمد السكرى المروزی من أرجوزة ترجم فيها أمثالًا فارسية وأوردها البهاء العاملىّ فى الكشكول:
من مثل الفرس ذوي الأبصار
الثوب رهن في يد القصار1
٦۷ - «إِجْرِی ومدّْ دَا شِئْ يِهِدّْ»
هو مخاطبة بين اثنين يقول أحدهما: إجر وأسرع ومدّ خطاك، فيقول الآخر: هذا شئ يهدّ القوى. والمراد ليس من الصواب أن تكلفنى بما لا طاقة لى به.
٦٨ - «إِجْرِی یَا مِشْكَاحْ لِلِّى قَاعِدْ مِرْتَاحْ»
المشكاح (بكسر فسكون) يریدون به کثير السعى والحركة، أى اسع وانصب يامن هذه صفته للذی قعد وارتاح من السعى. يضرب لمن يأتيه رزقه من سعى غيره بلا طلب منه فهو فى معنى «رب ساع لقاعد» وهو من أمثال العرب، يقال: إن أوّل من قاله النابغة الذبيانى وكان وفد إلى النعمان ابن المنذر وفود من العرب فيهم رجل من بنى عبس يقال له شقيق فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل حباء الوفد فقال النابغة حين بلغه ذلك: (رب ساع لقاعد) وقال للنعمان:
أبقيت للعبسى فضلا ونعمة
ومحمدة من باقيات المحامد
حباء شقيق فوق أعظم قبره
وما كان يحيى قبله قبر وافد
أتى أهله منه حباء ونعمه
ورب امرئ يسعى لآخر قاعد
ومن أمثال العرب فى هذا المعنى أيضاً: «خير المال عين ساهرة لعين نائمة».
٦٩ - «أَجْوَدْ مِنَ الدَّهَبْ مِنْ يَجُودْ بِالدَّهَبْ»
أى أحسن من الذهب من يجود به، وقد أرادوا التجنيس بين أجود ويجود. ومن أمثال العرب فى ذلك قولهم: «إن خيراً من الخير فاعله»، أورده ابن عبد ربه فى العقد الفريد.2

  1. الكشكول ص ١٦٩
  2. ج ١ أواخر ص ٣٤١