صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/406

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٨٨
الأمثال العامية

٢١٥٤ - «قَالْ مَا لَكْ يَا حَمَّارْ بِتِبْكِي عَلَى بْكايةْ قَالْ دَأنَا بَابْـكِي عَلَى كْرَايَةْ»
الحمار: المكاري قال له مؤجر حماره: مالك تبكى لبكائي؟ فقال: إنما أنا أبكي على الكرا لا عليك، خوفاً من أن تلهيك المصيبة عني. يضرب في أن كل شخص إنما يهتم بما يعنيه
۲۱٥٥ – «قَالْ نَمُوسَةَ وعَامْلَةْ جَامُوسَةْ»
النموسة: الناموسة؛ وهي البعوضة. يضرب للحقير الضئيل يظهر للناس أنه كبير عظيم.
٢١٥٦ - «قَالْ يَا بَا أيهْ أَحْلَى مِ الْعَسَلْ قَالِ الْخَلّْ إِنْ كَانْ بَلَاشْ»
أي قال: يا أبي، أي شيء أحلى من العسل؟ فقال: يا بني، أحلى منه الخل إذا كان بلا ثمن. يضرب في تفضيل النفوس ما يكون بلا ثمن على علاته.
٢١٥٧ - «قَالْ يَا أبُويَا شَرَّفْنِي قَالْ لَمَّا يْمُوتْ اللِّي يِعْرَفْنِي»
أي شرفني يا أبي بذكر أصلك وفضائلك، فقال: حتى يموت من يعرفني. وبعضهم يرويه بدون (قال) في أوله وروايته عنده: (يابا قوم شرفنا قال لما يموت اللِّي يعرفنا) وأورده الموسوي في نزهة الجليس1 في أمثال نساء العامة برواية: (يا أبي شرفني قال حتى يموت من يعرفني) ومثله قولهم: (اشرفوا عند اللي ما يعرفوا).
۲۱٥۸ - «قَالْ يَا رَبّْ سلِّمْ وِغَنِّمْ قَالْ يَا رَبْ سَلِّمْ وِبَسْ»
بسّ (بفتح الأول مع تشديد السين) أي كفى - يضرب في أن السلامة مفضلة على كل غنم فليرض المرء من الغنيمة بالإياب. وقريب منه قول البحتري:
وكان رجائي أن أؤوب مملكا
فصار رحائي أن أؤوب مسلما2
والعرب تقول لمن يخرج من الأمر سالماً لا له ولا عليه: (الملسي لا عهدة) وتقول أيضاً: (من نجا برأسه فقد ربح) ومنه قول الراجز:
الليل داج والكباش تنتطح
فمن نجا برأسه فقد ربح3
انظر في مجمع الأمثال: (رضيت من الغيمة بالإياب).

  1. ح ٢ ص ٢٤٥
  2. نهاية الأرب للنويري ح ٣ ص ٩٧
  3. الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٥٤