صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/44

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٦
الأمثال العامية

في الدنيا. وفي أمثال العرب: «إن يدم أظلك فقد نقب خفي»، ومعنى الأظلَّ: ما تحت منسم البعير، يضربه المشكو إليه للشاكي، أي أنا منه في مثل ما تشكوه»1.
۱۳۰ - «إِشْكِي لِي وَأَنَا أَبْكِي لَكْ»
أي اشك لي أعنك ببكائي لأني أشكو مثل ما بك فكلانا في البلوى سواء.
۱۳۱ - «إِشْهَدْ لِي بِكَحْكَه أَشْهَدْ لَك برْغيف»
أي من أعان شخصًا في شيء حق على الآخر أن يعينه فيما هو أعظم منه. والمراد بالكحكة الكعكة.
۱۳۲ - «إِصْبَاحْ الخِير يًا أَعْوَر قَالْ دَا شَرّ بَایِت»
أي إذا كان صبحه بذكر عيوبه فهو دليل على تحفزه لمخاصمته ومنازعته ولا يكون ذلك إلا عن شر أضمره له من الليل وهو مثل قدیم عند العامّة أورده الأبشيهيّ في المستطرف بروايته: (صباحك يا أعور قال دي خناقة بايته)2. وقریب منه قول العرب في أمثالها: «بكرت شبوة تزبئر» وشبوة: اسم للعقرب لا تدخلها الألف واللام. وتزبئر: تنفش. يضرب لمن يتشمر للشرّ. وتقول العرب لما يبدو من أوائل الشرّ: «بدت جنادعه» والجنادع: دواب كأنها الجنادب.
۱۳۳ - «إِصْبَاحْ الْخِير يَا جَارِى قَال إِنْتَ في دَارَكْ وَأنَا فِي دَاري»
أي فلنكن كذلك يقتصر على السلام ولا نختلط فيتجنب كلانا الآخر بلا خصومة. فذاك أبعد للشقاق وأدعى للراحة، أي لا صداقة ولا عداوة. وقد أورده الأبشيهيّ في المستطرف بروايته: (صباح الخير يا جاري أنت في دارك وأنا في داری)3.
۱۳٤ - «أُصْبُرْ عَلَى الْجَار السُّوءْ بَا يِرْحَلْ يَا تجي لهُ دَاهْيَهِ»
أي لا تقلق من مثل هذا الجار بل اصبر على أذاه ولا تغير دارك فقد يرحل هو عن جوارك، أو تصيبه داهية ترديه وتريحك منه. ولفظ «یا» هنا يستعملونها بمعنی

  1. نهاية الأرب للنويرى ج ٣ آخر ص ٩ ومجمع الأمثال
  2. ج ١ ص ٤٥
  3. ج ١ ص ٤٥