صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/482

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٦٤
الأمثال العامية

طائر معروف، وصوابه (بضم الهائين) والعامة تكسرها. يضرب للأمر العظيم يعمل لشيء حقير لا يستحقه، فإن قتل الهدهد لا يحتاج لأن تقع عليه مئذنة.
۲٦۲۱ - «مَا رَيتِ الْمَعْرُوفْ ينَقَّصْ صَاحْبُهْ إِلّا يْزِيدُهْ عَلَى الْكَمَالْ كَمَالْ»
أي ما رأيت فعل الخير يزري بفاعله، بل يزيده كمالاً على كمال.
٢٦٢٢ - «مَا زَادْ عَلِيكِي يَا مَرَةْ إلّا الْمِجَرْجَرْ مِنْ وَرَا»
أي ما زاد عليك أيتها المرأة إلا تطويل الذيل المجرور على الأرض من ورائك. يضرب فيمن ينال منالاً لا يغير من حاله ولا يغنيه من جوع بل يزيده خبالا.
٢٦٢٣ - «مَا زُولْ زَيّْ زُولْ وَلَا الصَّلَايَةْ زَيّْ دَقْ الْهُونْ»
الزول: الهيئة والسيماء. والصلاية يريدون بها: الهاون من الخشب، وهي عند العرب مدق الطيب، وقد تهمز فيقال: صلاءة. والهون: الهاون، أي الناس ضروب غير متساوين كما أن الأشياء والأعمال تختلف فليس المدقوق بالهاون الخشب في الجودة كالمدقوق في النحاس أو الرخام، وقد جمعوا فيه بين اللام والنون في السجع، وهو عيب.
٢٦٢٤ - «مَا سَيِل إلَّا مِنْ كيلْ»
يريدون بالسيل: سيل الدقيق في الطاحون من المسيل (بفتح فسكون ففتح) وهو موضع سيله في القاعدة، وصوابه (بفتح فكسر)، والمراد بقدر ما تكيل القمح للطاحون يسيل الدقيق، أي بمقدار ما تعطي تأخذ، فهو قريب بعض القرب من قولهم: (اطبخي يا جارية كلف ياسيد)، وقد تقدم في الألف.
٢٦٢٥ - «مَا شَاتْمَكْ إلّا مْبَلّغَكْ»
أي لم يشتمك إلا من بلغك، ونقل إليك ما قيل فيك، ولولاه لم تسمع ما تكره. يضرب في ذم النميمة، وفي معناه قول بعضهم:
لعمرك ما سبّ الأمير عدوه
ولكنما سب الأمير المبلغ1
ومن أمثال العرب: (من سبك؟ قال من بلغني) أي الذي بلغك ما تكره هو الذي قله لك، لأنه لو سكت لم تعلم.

  1. نهاية الأرب للنويري ج ٣ أواخر ص ۳۰۲.