صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/522

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٥٠٤
الأمثال العامية

يضرب لمن كره صحبتك وزهد فيك1.
٢٨٦١ - «مِنْ قَدِّمْ السَّبْتْ يِلْقَى الْحدْ قُدَّامُهْ»
هو في معنى قولهم: (من قدم شيء التقاه) وقالوا أيضاً: (حط إشي تلقى إشي) وقد تقدّم في الحاء المهملة، أي المرء مجزى بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشرّ.
٢٨٦٢ – «مِنْ قَدِّمْ شيء بِيَدَاهْ الْتَقَاهْ»
أي المرء يجزى بعمله غير أنهم يسيرون هذا المثل في عمل الخير غالباً ولذلك يردفه بعضهم بقوله: (هنياً لك يا فاعل الخير) أي هنيئاً لك. وقولهم: (بيداه) ليس من كلامهم وإنما أتوا به هكذا ليزاوج التقاه، لأنهم يلزمون المثنى الياء دائماً وانظر: (من قدم السبت يلقى الحد قدامه) وانظر أيضاً في الحاء المهملة: (حط إشي تلقى إشي) وانظر: (من يزرع شيء يضمه).
٢٨٦٣ - «مِنْ قَرَّ بْذَنْبُهْ غَفَرَ الله لُهْ»
أي إن الإقرار بالذنب منجاة ويرادفه من أمثال العرب: (الاعتراف يهدم الاقتراف).
٢٨٦٤ – «مِنْ قَرُّوا عليهْ غَزُّوهْ»
قرُّوا عليه، أي أكثروا من ذكره وذكر ما يحوز، والمراد من لهج الناس به وحسدوه على ما عنده عزوه في نفسه فإنهم لا يبقون عليه بعيونهم.
٢٨٦٥ – «مِنْ قَلّْ عَقْلهْ تِعْبِتْ رِجْليهْ»
ويروى: (من خف) بدل من قلّ، أي من ضعف عقله حمله على كثرة السير من هنا إلى هنا فيتعب بذلك رجليه. يضرب لكثير السعي خفة وهوجاً.
٢٨٦٦ – «مِنِ الْقَلْبْ لِلقَلْبْ رَسُولْ»
يضرب فيمن ودّ شخصا فإذا به مثله في ودّه له. وبعضهم يروى فيه: (كومسيون) بدل رسول، ويريدون به الشرطيّ المعبر عنه الآن بالبوليس، لأنهم لمـا نظموا الشرطة بمصر على النظام الحديث مدَّة الخديو إسماعيل سموا جندها بالكومسيون، ثم لما سموهم بالبوليس لم تغير العامة في المثل، ومرادهم به رسول وزيادة، أي إن القلوب إذا توادَّت انجذب بعضها لبعض قسراً، كما يقبض الشرطيّ على الشخص ويقوده بالرغم عنه إلى المخفر، ومرادهم المبالغة والتظرّف في التعبير.

  1. نهاية الأرب للنويري ج ۳ ص ۲۹.