صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/6

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
(د)

وفى سبيل تحقيق هذه الرغبة الكريمة الملحة، أخذت اللجنة في مراجعة هذه «الأمثال»، واستكملت ما رأته ناقصاً منها، وأضافت إليها ما لم يسبق نشره، مما عثرت عليه أخيراً ضمن تراث الفقيد الأدبي، فأثبتت اللجنة كل مثل فر مكانه، مشروحاً شرحاً وافياً، ومرتباً عَلَى الحرف الأول من المثل عملا بما دونه الفقيد العظيم بقلمه فجاءت هذه الطبعة شاملة كاملة.

و«الأمثال»، كما هو معروف - مرآة لكل قوم، تصف أخلاقهم وعاداتهم، وشاهد عدل على حالة لغتهم. و«الأمثال العامية» بوجه أخص، وإن جاءت بألفاظ غير فصيحة، لا تقدم الطلاوة النثرية، والرشاقة اللفظية، التي هي في الأمثال الفصحى.

والعامة مولعون بأمثالهم. وكثيراً ما يتناظرون بها، فهي المثل السائر في اصطلاحاتهم، وقد جعلوها قاعدة السلوك ومعجم الأدب. فقلما يقصون حديثاً، أو يعرضون أمراً، إلَا أيدوه «بمثل»، هو زبدة الحديث وجوهر الأمر ولهم في وضع الأمثال في مواضعها حكمة باهرة، وفضل مشهور.

ولقد فازت مصر بالحظ الأكبر، والنصيب الأوفر، من هذه الأمثال، التي أرسلتها غاية في العذوبة الكلامية.

كذلك عرف المغفور له العلامة المحقق السيد أحمد تيمور (باشا) أن مصر بمرح أهلها وأبنائها، ملهمة الروح في النادرة الطريفة، والفكاهة الظريفة، حتى أصبحت الأمثال العامية المصرية ذائعة الصيت في الأمم العربية. وهام بها الشرق العربي، وتقبل هذا الأدب المحلى باللذة والشوق.

وعرف كذلك أن الأمثال، أدب العرب، ومرآة صادقة تتجلى فيها صور الأمم، وما عليها من أخلاق وعادات. وأن الأمة لا ترقى إلى