صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/61

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٣
الأمثال العامية

۲۳۱ -«إِلْعبْ بِالمَجرْ لّمَّا يجِيكْ البُنْدُقِىّ»
لما هنا بمعنى حتى. والمجر والبندق ديناران من ضرب المجر والبندقية والثاني أعلى قيمة وأجود ذهباً من الأول، أي العب واله بالمجر وارض به حتى يأتيك ما هو أجود منه. والمراد ارض بما قسم لك ولا تنغص عليك عيشك حتى تأتيك السعة وانظر: (العب بالمقصوص الخ) وسيأتي.
۲۳۲ - «إِلْعبْ بِالْمَقْصُوصْ لمَّا يْجيكِ الدِّيوانى»
وفى بعض نواحي الشرقية يقولون: (الدوّاني) بتشديد الواو. والمراد بالمقصوص الدينار يقص منه فينقص ولما هنا بمعنى حتى، أي العب به وارض ما دمت لا تجد سواه حتى يأتيك الدينار الديواني الكامل، اىارض بما قسم تأتيك السعة، وانطر قولهم: (العب بالمجر) الخ. وقولهم: (اقنع بالحاضر على ما يجى الغايب ). (تتمة) المعاملة بالدينار المقصوص وبالقطعة المقصوصة منه جرت بها العادة من زمن قديم في بعض البلاد، ذكر بن خلكان فى ترجمة المبارك بن أحمد المعروف بابن المستوفى الأربلي المتوفى سنة ٦۳۷ أن المثلوم عبارة عن دينار تقطع منه قطعة صغيرة كانوا يتعاملون بها في العراق ويسمونها القراضة ويتعاملون أيضاً بالمثلوم، وأن عبد الرحمن بن عيسى البوزجاني الشاعر لما وصل إلى أربل ابن المستوفى مثلومة على يد شخص اسمه الكمال لينفق منه حتى يجهر له ما يصلح فتوهم الشاعر أن يكون الكمال قد قرض القطعة من الدينار فكتب إليه:
يا أيها المولى الوزير ومن به
في الجود حقًا تضرب الأمثال
أرسلت بدر التمِّ عند كماله
حسنًا فوافى العبد وهو هلال
ما غاله النقصان إلا أنّه
بلغ الكمال كذلك الآجال
فأعجب ابن المستوفى بهذا المعنى وحسن الاتفاق وأجاز الشاعر وأحسن إليه.
۲٣٣- «أَلْفْ دَقْنْ وَلَا دَقْنِي»
الدقن: الذقن ويريدون بها اللحية، أي ألف لحية لا تساوي لحيتي. يقوله من سِيمَ سيما إظهاراً للعزّة، وهو من الأمثال العاميّة القديمة أورده الأبشيهىّ بلفظه فى المستطرف ولكن بالذال المعجمة في الذقن.