العُمران، أو تتألَّف لها لُغة، إلَّا وهي تنطق «بالأمثال»، لأنَّها غرس الحكمة، ونبت الخبرة، ومقياس الأدب.
وقد تصل صورالكلام إلى أعلى مثلٍ في البلاغة، فيُؤثرُ منها ما يعلق بالضمائر لنفاسته، وتعيه الأسماع لِلُطف مدخله، ويتَّصلُ بالقلب لرقَّته. فسهَّل حفظ تلك «الأمثال»، كما سهَّل انتشارها. فكانت أكثر سيرًا في الناس، ودورانًا على الألسنة من سائر الكلام. وليس في الكلام ما هو أوقع في الأسماء وأشد تأثيرًا في النُفُوس من الأمثال.
من أجل ذلك، عنى المغفور له العلَّامة السيِّد أحمد تيمور (باشا) بِجمع تلك «الأمثال العاميَّة»، بل كان أسبق العُلماء واللُّغويين في العالم العربي، إلى العناية بجمع هذه الأمثال، التي يضمُّها هذا الكتاب في طبعته الثانية الفريدة في التنسيق والتبويب، وشرحها شرحًا وافيًا دقيقًا. حتَّی سایر ابن المُقفَّع حين قال: «إذا جُعل الكلامُ مثلًا، كان أوضح لِلنُّطق، وآنق للسَّمع، وأوسع لشُعُوب الحديث».
وأخيرًا وفت اللجنة ما عاهدت الله عليه، من خدمتها للعلم والأدب، وتحقيق رغبة الأُدباء والكُتَّاب في إخراج هذا التُراث الأدبي الخطى التيموري من كُنُوزه الدفينة، إلى عالم النور، لتسُدَّ به ما تنقصه المكتبة العربيَّة، التي هي أحوج ما تكون إلى أمثاله. مُزجية الشُكر موفورًا لجمهور قُرَّائها الذين دأبوا على تشجيعها وأقبلوا على ما تُصدره من مُؤلَّفات فقيدها العظيم السيِّد أحمد تيمور.
بارك الله في عملها. ورحم فقيدها، وأجزل له الثواب