صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/77

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٥٩
الأمثال العامية

يضرب للجود بالموجود. والعرب تقول في أمثالها (الجود بذل الموجود) رواه جعفر ابن شمس الخلافة فى كتاب الآداب1.
۳۲۰ - «إللِّي فى الدِّسْتْ تِطَلّعْهُ المَغْرَفَه»
أي الذى في القدر من الطبيخ تخرجه المغرفة ولا تخرج سواه، فهو قريب من: (كل إناء بالذى فيه ينضح) ويقرب أيضاَ من قولهم: (ليس في الإمكان أبدع ممّا كان) وأورده الراغب الأصفهانى في محاضراته فى أمثال العامّة في زمنه برواية: (كلّ ما في القدر تخرجه المغرفة)2. وأصله من قول العرب في أمثالها: (مُخرج المِقْدحة ما في قعر البُرْمة)
۳۲۱ - «إللِّي في السَّنْدُوقْ عَ الْعُرُوقْ»
السندوق (بفتح فسكون) يريدون به الصُنْدوق والعروق هنا المراد بها الجسد، أي ما في صندوقك من الثياب لا بد من ظهوره على جسدك لأنها اتخذت لتلبس لا لتخزن والمراد سيظهر عليك ما تدعيه ويتبين كذبك فيه من صدقك.
٣٢٢ - «إللِّي في طَعْمِ سْنَانَكْ بَطَّلُهْ»
أي ما سبق لك أكله ولم يبق إلَّا توهّم طعمه في فمك لا تذكره وتطمع فيه فإنّه ذهب عنك ولا فائدة من ذكره. يضرب للشيء الذاهب وإن تذكره لا يردّه.
٣٢٣ - «إللِّي في الْقَلْبْ في الْقَلبْ يَا كْنِيسَهْ»
أي إن سكتنا عنك يا كنيسة ولم تظهر لك البغضاء فإن ما في القلب لم يزل فيه والعبرة بما هو كامن لا بما هو ظاهر ويضربه بعضهم لمن يظهر الإسلام ويبطن خلافه، فمعناه عنده إننا إن تظاهرنا بالدخول في الإسلام فإن فى القلب لك يا كنيسة مازال على حاله لم نتحول عنه: وانظر في القاف: (قالو يا كنيسة اسلمى) الخ. ويروى: (يَا كْنِيْسْةِ الرّبْ إللِّي فِي الْقَلبْ في الْقَلبْ).

  1. ص ٥٢
  2. المحاضرات ج ٢ أوائل ص ٤١٨