صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/86

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٦٨
الأمثال العامية

لا يكون إلّا بالجدّ فيه فن جد وجد. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (من لم يحترف لم يعتلف)1.
٣۷٥ - «إللِّي مَا يِسْتِحِي يِفْعَل مَا يِشْتهِي»
فيه الجمع بين الحاء والهاء في السجع وهو عيب، وهو في معنى الحديث الشريف: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ولله درّ القائل.
إذا لم تصن عرضًا ولم تخشَ خالقًا
وتستحي مخلوقًا فماشئت فاصنع
وقال آخر:
إذا لم تخش عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا في الدنيا إذا ذهب الحياء
وأنشد السفيريّ في مجموعه لبعضهم2:
حياء المرء يزجره فيخشی
فخف من لا يكون له حياء
فقد قال الرسول بأنّ ممّا
به نطق الكرام الأنبياء
إذا ما أنت لم تستحي فاصنع
كما تختار وافعل ما تشاء
وقد ذكروا في تفسير الحديث وجوهًا أخرى تخالف هذا المعنى، منها: أن المراد إذا كنت تفعل ما لا يُستحى منه فافعل ما شئت، وهو تفسير الخليفة المأمون على ما في كتاب بغداد لطیفور3. ومن أراد الوقوف على ماذكروه فليراجع كتاب ألف باء (ج ۲ ص ۲۹۸) وشروح الأربعين النوويَّة فإنه الحديث العشرون منها.
۳۷٦ - «إللِّي مَا يِسْتَنَّاكْ اسْتَنَّاهْ»
اسْتَنَّی مأخوذ من تأنَّى ويريدون به انتظر، أي من علمت أنه لا ينتظرك إذا تأخَّرت انتظره أنت واحضر قبل حضوره لئلا يفوتك ما تطلب.
۳۷۷ - «إللِّي مَا يِسْمَعْ يَاكلْ لمَّا يِشْبَعْ»
الأكل هنا يريدون به نزول الأذى والمكروه، أي من لم يسمع النصح ونحوه يعرّض نفسه لما يكره. ولما معناها هنا حتّى.

  1. ص ٦٧
  2. ص ١١٠
  3. ص ١٧٥