صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/94

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٧٦
الأمثال العامية

٤٢٥ - «إللِّي یَاكلْ لقْمَهْ يُلْطُمْ لَطْمَةْ»
يراد باللطم هنا: ضرب الوجه في المآتم إظهارًا للحزن، أي من أكل لقمة من المأتم حق عليه أن يلطم لطمة. وفي معناه قولهم: (إللِّي یاکل بالخمسة يلطم بالعشرة).
٤٢٦ - «إللِّي يَاكْلُهْ السَّبْعْ وِيْطَهَّرُهْ أَحْسَنْ مِنِ اللِّي يَاكْلُهْ الْكلْبْ وِيْنَجِّسُهْ»
يضرب في الشيء المنسوب الضائع. والمعنى إذا كان لا مندوحة عن فقده فالكريم أولى به من الخسيس، وهو مأخوذ من قول الشاعر: «فإن كنت مأكولًا فكن خير آكلٍ»، وتمامه: «وإلَّا فأدركني ولمّا أُمزَّقِ». وفي معناه قول الآخر:
فإن أكُ مقتولًا فكن أنت قاتلي
فبعض منايا القوم أكرم من بعض1
٤۲۷ - «إللِّي يْبَرَّد لُقمَهْ بِيَاكلْهَا»
ويروى: (بِيِلهَطْهَا) أي من يبرّد لقمةً ويهيّؤها، فالفائدة عائدة إليه لأنه إنّما يفعل ذلك ليأكلها. وانظر في حرف الكاف: (كلّ وَاحِدْ بِبرَّدْ لُقْمة عَلَى قَدِّ بُقُّهْ).
٤۲۸ - «إللِّي يْبُصِّ لْفُوقْ تُوِجْعُهْ رَقَبَتهْ»
البصّ: النظر، أي من رفع رأسه ونظر إلى ما هو فوقه لا يجني إلا وجع العنق. والمراد من نظر إلى من هو أعلى منه مقامًا وأحسن حالًا لا يجني إلا تألّم نفسه، وهو من أحسن تعابيرهم في التمثيل. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لأبي الفتح البستي في المعنى:
من شاء عيشًا رخيًا يستفيد به
في دينه ثمّ في دنياه إقبالا
فلينظرنّ إلى من فوقه أدبًا
ولينظرنّ إلى من دونه مالا2
٤۲۹ - «إللِّي يْبُصِّ لِي بِعين أَبُصّ لُهْ بِلتنْنِينْ»
يعني بالاثنين: يريدون بالعينين. والبصّ عندهم: يريدون به النظر، أي من أحبّني حبًا قليلًا ونظر إلى بعين واحدة أحببه حبًا جمًّا وأنظر إليه بعينيّ لأنّ الحبّ

  1. كامل المبرد ج ١ ص ١١ و١٢
  2. ص ١٠٠