صفحة:الحجاب.pdf/13

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومضايقتكم لها، وَوقُوفَكُمْ في وَجهِها حيثُما سارَتْ وأَيْنما حلَّتْ، حَتّى ضاقَ بها وَجْهُ آلفضاء فلم تَجِدْ لها سَبِيلاً إِلاَّ أَنْ تسجُنَ نَفْسَها بِنَفْسِها في بيتِها فَوْقَ ما سَجَنَها أهلُها، فَأَوْصَدَت من دونِها بابَها، وأَسْبَلَتْ أَستارَها، تَبَرُّماً بكُمْ، وفِراراً مِنْ فُضولكم، فَوَاعجباً لكم تَسْجُنُونَها بأَيدِيكم ثُمَّ تَقِفون على بابِ سِجْنها تَبْكونَها وَتَنْدُبُونَ شَقَاءَها!!.

إِنَّكم لا تَرْثونَ لها بَلْ تَرْثُونَ لأَنْفْسِكُمْ، ولا تَبْكُونَ عليها بل على أيامٍ قَضَيْتُموها في ديار يَسيلُ جَوُّها تَبَرُّجاً وسفوراً، وَيَتَدَفَّقُ حُرِّيةً واسْتهْتاراً وَتَوَدُّونَ بِجَدْع الأَنْفِ لو ظَفِرْتُمْ هنا بهذا الْعَيْشِ الّذي خلَّفْتُموهُ هناك!.

لقد كُنَّا وكانتِ العِفَّةُ في سِقاءٍ من الحِجَابِ