صفحة:الحجاب.pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مَوْكُوءٍ، فما زِلْتُم بهِ تَثقُبُونَ في جَوَانِبهِ كُلَّ يَوْم ثُقْباً، والعِفَّةُ تَتَسَلّلُ منه قَظْرَةً قَطْرَةً حتى تَقَبَّضَ وَتَضاءَلَ، ثُمَّ لَمْ يَكْفِكُمْ ذلك مِنْهُ حَتّى جِئْتُم اليَوْمَ تُرِيدُونَ أَنْ تَحُلُّوا وِكاءَهُ حَتّى لا تَبْقَى فيه قَطْرةٌ واحِدَةٌ.

عَاشَتِ المرأةُ المصريةُ حِقْبَةً مِنْ دَهْرِهَا هادئةً مُطمَئِنَّةً في بَيْتِها، رَاضِيَةً عَنْ نَفْسِها وعَنْ عَيْشِها، ترى السَّعادَةَ كُلَّ السّعادَةِ في واجبٍ تؤديه لِنفْسِها، أو وَقْفَةٍ تَقِفُها بين يَدَيْ رَبِّها، أو عَطْفَةٍ تَعْطِفُها على وَلَدِها، أَوْ جَلْسَةٍ تَجْلِسُها إلى جارَتِها فَتَبُثُّها ذاتَ نَفَسِها، وتَسْتَبِثُّهَا سَرِيرةَ قَلْبِها، وترى الشَّرَف كُلَّ الشَّرَفِ في خُضوعِها لأَبِيها، وَائْتِمَارِهَا بأمْرِ زَوْجِها، وَنُزُولِها عِنْدَ رِضاهما.