صِلَةً، فَدَعَوْنَاكَ لِتَكْشِفَ لنا الْحَقِيَةَ في أَمُرِها، وَأَمْرِ صاحِبِها، فَإِنْ كانَتْ صَادِقَةً أَذِنَّا لها بالانْصِرَافِ مَعَكَ: إِكْرَاماً لَكَ، وَإبْقَاءً على شَرَفِكَ، وإلَّا فَهِيَ امْرَأَةٌ فاجِرَةٌ لا نَجاةَ لَهَا مِن عقاب الفاجِرَاتِ، وهَا هُما وَراءَك فَانْظُرْهُما.
وكانَ الجُنْدِيُّ قد جاءَ بِهِما مِنْ غُرْفَةٍ أُخْرى، فَنَظَرَ، فإِذًا المرأة زَوْجَتُهُ، وإِذَا الرَّجُلُ أَحَدُ أَصْدقائِهِ.
فصرخَ صرخةً رَجَفَتْ لها جَوَانِبُ الْمَخْفَرِ وَمَلأَتْ نوَافِذَهُ وَأَبْوَابَهُ عُيوناً وآذاناً، ثُمَّ سَقَطَ فِي مكانِه مَغْشِياً عَلَيهِ.
فَأَشَرْتُ على المَأْمُورِ أَنْ يُرْسِلَ الْمَرَْأَةَ إلَى مَنْزل أَبيها، فَفَعَل، وَأَطْلَقَ سَبِيلَ صَاحِبها، ثُمَّ حملنا الفتى في مَرْكَبةٍ إلى مَنْزلِه، وَدَعَوْنا الطَّبيبَ، فَقَرَّرَ أَنهُ مُصابٌ بِحُمَى دماغيّةٍ شديدةٍ، ولَبِثَ سَاهِراً