صفحة:الحجاب.pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يُقَلِّبُ نَظَرَهُ في وَجْهِهِ ويقولُ:

في سبيلِ اللهِ يا بُنَيَّ ما خَلَّفَ لك أَبُوكَ مِنَ اليُتْمِ، وَما خَلَّفَتْ لك أُمُّكَ مِنَ العارِ، فاغْفِرْ لَهُما ذَنْبَهُما إِلَيْكَ، فلقد كانت أُمُّكَ امرأَةً ضعيفةً فَعَجَزَتْ عَنِ احْتِمالِ صدمةِ القضاءِ فَسقَطَتْ، وكان أَبُوكَ حَسَنَ النَّيِّة فِي جَريمتهِ الَّتي اجْتَرَمَها، فَأَسَاءَ مِنْ حَيْثُ أَرَادَ الإِحْسَانَ.

سَواءٌ أَكْنْتَ وَلَدي يا بُنَىّ أَوْ ولد الجريمةِ، فَإِنَّي قد سَعِدْتُ بكَ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْر، فَلَا أَنْسَى يَدَكَ عندي حَيّاً أو ميتاً!.

ثم احتضنهُ إِلَْيهِ وقبَّلهُ في جبينه قُبلة، لا أَعلمُ: هَلْ هِيَ قُبْلَةُ الأَبِ الرَّحيم، أَوِ الرَّجُلِ الكَريمِ!.

وكان قد بَلَغَ مِنَهُ الجَهْدُ، فَعَاوَدَتْهُ الْحُمَّى، وَغَلَتْ نَارُهَا في رَأْسِهِ، وما زال يثقلُ شيئاً فشيئاً حتى