صفحة:الحجاب.pdf/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

دُعاةِ الحرية وأَشْيَاعِها، فَعَرَضْتُ الأمْرَ على زَوْجَتي فَأَكْبَرَنْهُ وأَعْظَمَتْهُ وَخيِّلَ إَلْيها أَنّني جئْتُها بِنَكَبَةٍ من نَكَباتِ الدَّهْرِ أَو رَزيَئةٍ من رَزَايَاه، وزَعَمَتْ أَنّها إِنْ بَرَرْتْ إلى الرّجالِ فإنها لا تستطيعُ أَنْ تَبْرُزَ إلى النِّساءِ مِنْ بعدِ ذلكَ حياءً مِنْهُنَّ وخَجَلاً، ولا خَجَلَ هناك ولا حَيَاء ولكنّهُ الموتُ والجمودُ والذُّل الذي ضَرَبَهُ اللّهُ على هؤْلِيَاهِ النِّساءِ في هذا البَلَدِ أَنْ يَعِشْنَ في قُبورٍ مُظْلِمَةٍ مِنْ خُدوِرِهِنَّ حتى يأتيهن الموتُ فَيَنتقِلْنَ مِنْ مَقْبَرةِ الدُّنْيَا إِلى مَقْبَرة الأُخْرى، فَلَاَ بُدَّ لي أَنْ أَبْلُغَ أُمْنِيَتي، وَأَنْ أُعالِجَ هذا الرَّأْسَ آلْقَاسِيَ المُتَحَجِّرَ عِلاجاً يَنْتَهي بإِحْدى الحُسْنَيَيْنَ، إِمَا بِكـسْرهِ أو بِشِفائِهِ!

فَوَرَدَ عَلَيَّ من حَديثهِ ما مَلأَ نَفْسي هَمّاً وَحُزْناً، ونظرتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ الرَّاحمِ الرّاثي، وَقُلْتُ له: أَعالِمٌ أَنْتَ أَيُّها الصَدِيقُ ما تَقولُ.