مملكة قوطية شرقية ذات حول وطول، وامتدت سلطتُهُ على إيطالية وصقلية وجزء من غالية وإسبانية.
الاينوتيكون: (٤٨٢) ولم يخضع الجميع لمقررات المجمع المسكوني الرابع، فظل السواد الأعظم من النصارى في مصر وسورية وفلسطين يقول بالطبيعة الواحدة، ولم يثمر حزم مرقيانوس ولاوون الأول، وشعر زعماء الكنيسة بخطورة الموقف، وأراد أكاكيوس بطريرك القسطنطينية (٤٧٢–٤٨٨) وبطرس بطريرك الإسكندرية (٤٧٧–٤٩٠) أن ينقذا الموقف وأن يعيدا إلى الكنيسة وحدتها المفقودة، فاقترحا على زينون أن يصار إلى التراخي بانتهاج سبيل وسط، فأصدر زينون في السنة ٤٨٢ الاينوتيكون «كتاب الاتحاد» فشجب تعاليم نسطوريوس وأوطيخة معًا وأقرَّ رأي كيرلُّس الإسكندري واجتنب الكلام في الطبيعة الواحدة والطبيعتين، وهكذا رفض رفضًا لبقًا ما كان أقرَّه المجمع الخلقيدوني الأخير، ولكن الاينوتيكون بدلًا من أن يؤلف القلوب ويوحد الصفوف، سعَّر نار الشقاق والتفرقة؛ لأنه لم يُرضِ الأرثوذكسيين ولا أصحاب الطبيعة الواحدة. وانشق في مصر عن البطريرك بطرس قسمٌ من جماعته فَأَلَّفُوا طائفة سموها الآكيغلي؛ أي العادمة الرأس، وكتب الأرثوذكسيون إلى أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يلومونه على مماشاته بطرس الإسكندري، فلم يكترث البطريرك بل أجبر الكثيرين منهم على القول بكتاب الاتحاد، فكتبوا إلى بابا رومة فليكس الثالث (٤٨٣)، ولكن هذا بدل أن يراسل أكاكيوس مستوضحًا حسب العادة القديمة، عقد مجمعًا محليًّا وحرم بطرس وأكاكيوس، فلما علم أكاكيوس بهذا محا اسم البابا من ذيبتيخا الأساقفة، وهكذا نشب شقاقٌ استمرَّ أكثر من خمس وثلاثين سنة (٤٨٤–٥١٩)، وتُوُفي أكاكيوس في السنة ٤٩١