صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/135

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فخلفه في كرسي القسطنطينية افراويطاس١ (٤٨٨-٤٨٩) وكان مداهنًا متلاعبًا، ولكن سرعان ما انقضت مدتُهُ، فخلفه اوفيميوس٢ العاقل (٤٨٩–٤٩٥) فأظهر استقامةَ رأيه في ما بعث به من رسائل التحية الأخوية لمناسبة تَبَوُّئِهِ السدة البطريركية، وأوشك أن يعود الاتحاد بين الشرق والغرب لو لم يطلب البابا محو اسم أكاكيوس من الذيبتيخا.

وأما في أنطاكية فإن راهبًا من رهبان القسطنطينية، بطرس القصار،٣ ألف حزبًا ضد البطريرك مرتيريوس (٤٥٩–٤٦٩) وأحدث قلاقل، فاستقال مرتيريوس، وحلَّ القصار محله بطريركًا وأيد أوطيخة وأحدث زيادةً في التسبيح وعلَّم هكذا: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، «الذي صُلب من أجلنا» ارحمنا، ومن السنة (٤٨١–٤٨٥) تولى كلنذيون الكرسي البطريركي في أنطاكية، وجمع مجمعًا محليًّا رجع فيه إلى تأييد قرارات خلقيدونية.

وهكذا دخلت الكنيسةُ في دورٍ من الفوضى كثرتْ فيه سيامةُ الأساقفة زوجًا زوجًا أرثوذكسيين ومونوفيسيين في وقت واحد، ومُدَّت الأيدي إلى الكراسي لخلع هذا وتنصيب ذاك، وكان مِن أَهَمِّ أسباب هذه الفوضى سَعْيُ الأباطرة لاسترضاء المونوفيسيين في مصر وسورية لكثرة عددهم ولضعف هيبة السلطة المركزية؛ إذ أحرجتها مشاغل أخرى، وظلت الحال على هذا المنوال حتى ظهرتْ كنيسة مونوفيسية مستقلة في مصر، وكنيسة مثلها في سورية، وأُخرى في أرمينية.

أنسطاسيوس الأول: (٤٩١–٥١٨) وكان زينون قد سعى سعيًا Fravitas. Euphemnios. Pierre le Foulon. 134