صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/23

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

والتأمل والاستغراق والغيبة عن الوجود.1

واظهر تلاميذ افلوطين بورفيريوس السوري (٢٣٣–٣٠٥). ولد في البثينة من اعمال حوران وتعلم في صور ثم درس الفلسفة على لونجينوس الحمصي في اثينة. فاعجب لونجينوس بشغفه بالعلم ومواهبه النادرة وكان يدعى مالكاً فأطلق عليه لونجينوس اسم «الارجواني» بورفيريوس. وفي السنة ٢٦٣ قام الى رومة فلزم افلوطين فيها واتبع طريقته. واعجب به افلوطين، وكان المعلم يمقت البيان ويستثقل العناية بالجمل والالفاظ وادرك الحاجة إلى اعادة النظر فيما كتب فوكل ذلك الى تلميذه بورفيريوس. فقبل التلميذ المهمة ولكنه لم ينفذ شيئا منها الا بعد وفاة معلمه والحاح طلاب الفلسفة. فدوّن حياة استاذه وجمع محاضراته في مجلدات ستة عرفت ب «الاقسام» Ennead التاسوعات وشَرَحها.2 ووضع «المدخل إلى المعقولات» آخذاً عن التاسوعات، و«المدخل إلى مقولات ارسطو» اي كتاب الايساغوجي. واشتهر بكتابه ضد النصرانية وجعله خمس عشرة رسالة فانتقد نسب السيد كما جاءَ في متّى، وادعى ان الاناجيل الاربعة متناقضة وان بطرس وبولس غير متفقين في رسائلهما، وهاله عبث المسيحيين بالتراث الثقافي الديني اليوناني.3

وقام في النصف الثاني من القرن الثالث في خلقيس (مجدل عنجر لبنان) يمبليخوس العيطوري يدعو الى الافلاطونية الجديدة ويدافع عنها. وهو تلميذ بورفيريوس أخذ عنه في رومة ودرس الرياضيات على اناتوليوس وعاد

  1. من أفلاطون إلى ابن سينا، للدكتور جميل صليبا، ص٣٤-٣٥.
  2. Henri, P., Enseignement de Plotin, Bull. Acad. Belge. Lettres. 1937, 310ff.
  3. Bidez, J., Vie de Porphyre, Ghent, 1918.
٢٢