النظام الاقطاعي سائداً في البلاد وبقي النفوذ الاعلى في يد سبع عائلات اقطاعية من الاشراف كما كان الامر في عهد الارساسيين. ولكن هذا النفوذ وذاك الاقطاع أَصبحا خاضعين خضوعاً تاماً لمشيئة الشاه. وضبطت ادارة الولايات وأَصبح حكامها المرازبة خاضعين لتفتيش متصل من قبل الحكومة المركزية. وكان يجب على الشاه الساساني الايراني النزعة ان يحكم بلاده من اصطخر المدينة الايرانية، ولكن علاقاته السياسية قضت عليه باتخاذ نقطة اقرب الى حدوده الغربية فعاد الى طيسفون العاصمة الارساسية وجعلها مقراً له وقاعدة لحكمه.
وادعى اردشير مؤسس الدولة انه متحدر من هكَّافيش صدر الاسرة المالكة الاولى وجد قورش الاول، وزعم ان له حقاً في حكم جميع آسية الغربية ومصر لانها خضعت جميعها لقورش وخلفائه. ولا نزال نقرأ حتى ساعتنا هذه في الكارنامه البهلوية والشاهنامه الفردوسية ان الساسانيين احفاد لداريوس، فلا غرو اذا رأينا هؤلاء يحاربون رومة وريثة الاسكندر وخلفاءَه ليسترجعوا ما اغتصب منهم اغتصاباً.
وعني الساسانيون بالخيل عناية فائقة جاءَت في طبيعة الامور لان أواسط آسية موطن الخيل وبلاد الدروع والنصال. وأَصبح جيشهم جيش خيالة في قلبه وجناحيه. ولم يدربوا المشاة ولا نظموهم ولا سلحوهم باكثر من ترس من الجلد. وكان تكتيكهم في غالب الاحيان يقوم على حشد خيالة القلب حشداً متراصاً بقوة وعلى دفع هذا الحشد في هجومٍ متراصٍ خاطفٍ غايته غمر مراكز العدو منذ اللحظة الاولى. وكانوا يحتاطون دائماً بحفظ قوة من الفيلة في ساقة الجيش يدفعون بها الى نقاط معينة في الجبهة عند الحاجة. وكان الفارس الساساني يرتدي درعاً من الحديد او البرونز تغطي جسمه بكامله، ويُلبس حصانه مثل هذه الدرع (التجافيف). اما تركيب هذه الدروع فمن قطع مستطيلة من الفولاذ او البرونز طول الواحدة منها عشرون