صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/53

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

غالية و اسبانية وبريطانية.

وكان قسطنطين طويل القامة ضخم الجثة ممتلئ البدن سمين الاطراف كبير العينين عابساً مقطباً ثابت العقد ماضي العزيمة. ولكنه كان في الوقت نفسه سهل الانقياد كثير التخلي. وكان واسع الخلق رحب الصدر حليم الطبع ولكنه يجمع الى ذلك سرعة البادرة وشدة الغضب. وجاء ايضاً انه كان متواضع النفس وشديد الكبرياء في آن معاً.

اخباره الاولى : وأراد ديوقليتيانوس الامبراطور ان يجعل جلوس الامبراطور امراً مدنياً لا علاقة له بالجيش. فجعل للدولة الرومانية امبراطورين وجعل لكل منهما قيصراً يعاونه في الحكم ويحل محله عند الوفاة او اعتزال الوظيفة. وطبق هذا النظام الجديد. فجعل مكسيميانوس امبراطوراً يشاطره الحكم. وحكم هو الشرق متخذاً نيقوميذية قاعدة له، وحكم مكسيميانوس الغرب وجعل قاعدته میلان. ثم نصب غلاريوس قیصراً بحكم ايليرية واليونان ومقدونية واقام قسطنديوس كلوروس ابا قسطنطين قيصراً حاكماً على غالية واسبانية وبريطانية. فلما استقال الامبراطوران ديوقليتيانوس ومكسيميانوس في السنة ٣٠٥ تولى الحكم بعدهما بموجب النظام الجديد كل من غلاريوس في الشرق وقسطنديوس في الغرب. وعين الامبراطوران الجديدان قيصرين جديدين سويروس على ايطالية وافريقية، ومكسيميانوس على سورية ومصر.

ثم توفي قسطنديوس الامبراطور الغربي في السنة ٣٠٦ في يورك من اعمال بريطانية. فعبث ابنه قسطنطين بالنظام الجديد وأَعلن نفسه قیصراً على غالية واسبانية وبريطانية. ولم يرضَ الحرس في رومة من غلاريوس فنادوا بمكسنتيوس بن مكسيميانوس امبراطوراً. وعادت شهوة الحكم الى قلب مكسيميانوس الوالد المستقيل، فاعلن نفسه امبراطوراً ايضاً. وأَصبح للدولة

الرومانية اباطرة ثلاثة و قياصرة ثلاثة. وثار جنود سويروس عليه فقتلوه. فعين

٥٢