صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/55

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

تحمل صورة قسطنطين وولديه ويعلو الصورة اكليل من ذهب في وسطه مونوغرام السيد المسيح.

ومما جاءَ في المصادر المتأخرة ان قسطنطين تقبل سرَّ المعمودية بعد انتصاره على مكسنتيوس في السنة ٣١٢ نفسها. ويرى العالم الافرنسي جول موريس الاختصاصي في المسكوكات البيزنطية القديمة ان لا بد لقسطنطين ان يكون قد تعمد آنئذٍ لظهور مونوغرام السيد المسيح على مسكوكاته ولاهتمامه وعنايته بالنصارى بعد ذلك ولاسباب اخرى لا مجال لذكرها هنا فلتراجع في مظانها1. ويرى غير هذا العالم من رجال الاختصاص ايضًا ان دليله ضعيف وان المراجع الاولية قليلة غامضة وان قسطنطين بقي وثنيًّا طوال حياته وانه لم يتقبل النصرانية الا على فراش الموت 2.

براءة ميلان: وسواء تقبل قسطنطين المعمودية فور انتصاره على خصمه في رومة في السنة ٣١٢ ام على فراش موته فانه ما كاد يرتب امور رومة حتى انتقل إلى ميلان في مطلع السنة ٣١٣ ليجتمع بزميله ليكينيوس وكان هذا قادماً الى ميلان ليتزوج من قسطندية Constantia أخت قسطنطين . وبقي الامبراطوران شهرين كاملين يشتركان في ميلان في افراح العرس ويتشاوران في امور الدولة.

وكان غلاريوس الامبراطور قد اصدر قبيل وفاته في السنة ٣١١ براءَة صفح فيها عما سلف للمسيحيين من مخالفات لاوامر الدولة واقر حقهم الشرعي في ممارسة دينهم: « وللمسيحيين ان يستمروا في الوجود وان ينظموا اجتماعاتهم شرط الا يخلّوا بالنظام. وعليهم بناءً على تسامحنا وتعطفنا ان يصلوا الى الههم ليسعد ظروفنا وظروف الدولة وظروفهم3.» ورأى

  1. Manrice, Jules, Constantin le Grand, 30–36.
  2. Vasiliev, A. A., Byz. Emp., 48.
  3. Lactantius, De Mortibus Persecutorum, 34: 4-5.
    Eusebius, Historia Ecclesiastica, vii, 9-10.
٥٤