صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/67

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

يعلو رأسه التاج ويردِّي جسمه الأرجوان، وقد اعتزل قومه وعظم قدره وغشيتْ جلالته الأبصار، فخشعتْ أمامها العيون وتصاغرت عندها الهمم لا يقوم بين يديه إلا كل متهيب ناكس مطرق، وجمع الإمبراطور في شخصه شقي السلطة المدنية والعسكرية، وأصبح مصدر التشريع كما أصبحت أوامره التفسيرات الوحيدة لِمَا يصدر عنه من تشريعٍ. ولما كانت جميع أُمُور الدولة في عُرف الرومان تخضع لسيطرة الحكام، كان الإمبراطورُ بطبيعة الحال رئيسَ رجال الدين أيضًا وحبرًا من أحبارهم1.

وجاء على رأس الإدارة المدنية مجلسٌ استشاريٌّ أعلى2 مؤلف من رؤساء دوائر الدولة من رئيس الخصيان أقرب المقربين إلى الإمبراطور3

ومن قومس الإحسان والإنعام4 وقومس الأملاك الخاصة5 ومن قسطور 

القصر المقدس6 أمين القوانين، ومن رئيس ديوان الرسائل7. وكان هذا يشرف على الكتبة والبريد والحرس ودور الصناعة والشرطة، وكان بين هؤلاء رجال الأمن العام8.

وكان الإمبراطور ديوقليتيانوس قد أقصى الشيوخَ عن إدارة الولايات وجعلها جميعها تابعة له وضاعف عددها ليقلل مواردَ حُكَّامها وأهميتهم

فجعلها مائة وعشرين بدلًا من خمسين. وجعل على رأس كُلٍّ منها رئيسًا9 يشرف

  1. Pontifex Maximus.
  2. Consistorium Principis.
  3. Praepositus Sacri Cabiculi.
  4. Sacrae Largitiones.
  5. Res Privata.
  6. Quaestor Sacri Polatii.
  7. Magister Officiorum.
  8. Agentes in Rebus.
  9. Praeses.
٦٦