صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/78

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

يرجو منه الاعتراف بما تم ولكن قسطنديوس أصر عليه أن يتنازل ويثبت الطاعة. فاضطر يوليانوس أن يزحف بجنده على الشرق. وسار قسطنديوس من أنطاكية إلى القسطنطينية فالغرب لمنازلة خصمه. ولكنه مرض وهو لا يزال في طرسوس، واشتد الخطر على حياته فاعتمد بيد أسقف أنطاكية الآريوسي افزويوس وتوفي على مسيرة يوم من طرسوس في الثالث من تشرين الثاني سنة ٣٦١. وأجمل ما يذكر عنه أنه عندما أشرف على التلف أوصى بأن يكون يوليانوس نفسه خلفا له.

الوثنية : وأراد قسطنديوس الثاني أن يقضي على الوثنية فأمر بادئ ذي بدء «بأن يوضع حد للخرافات وبأن يستأصل مرض تقديم الذبائح1.» ثم أمر بإقفال الهياكل وحظر تقديم الذبائح للآلهة مهددا من يخالفه بالموت وبمصادرة الأملاك. وكان أن احتفل في السنة ٣٥٧ في رومة بمرور عشرين عاما على تبوئه العرش فطاف بآثارها ودخل إلى مبنى مجلس الشيوخ وفيه مذبح لآلهة النصر فأمر بهدمه، فأدرك الشيوخ وغيرهم من أعيان الوثنية أن دين الأجداد قارب النهاية.

ولكن قسطنديوس كان آريوسيا متطرفًا فأعلنها حرباً على النيقاويين الكاثوليكيين الأرثوذكسيين فاضطهد أثناسيوس الكبير بطريرك الإسكندرية ونفى هوسيوس الأسقف الإسباني صديق والده وهو في سن تزيد على المائة كما نفى ليباريوس بابا رومة لأنه كان قد امتنع عن قبول مقررات مجمع ميلان (٣٥٥).

يوليانوس الجاحد (٣٦١–٣٦٣): هو يوليانوس ابن يوليوس ابن قسطنديوس الأول (كلوروس.) وهو أخو غالوس لأبيه لا لأمه، كما

كان والده يوليوس أخا قسطنطين الكبير لأبيه لا لأمه. فوالدة قسطنطين

  1. Codex Theodosianus, XVI, 10, 2.
٧٧