صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/83

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

كفروا بالآلهة، كما كره كل وثني لعن آلهة أجداده وجدف عليها.

ولا نعلم بالضبط متى أعلن يوليانوس نفسه وثنيا، وقد يكون ذلك في السنة ٣٦١ في نيش عندما علم بوفاة قسطنديوس وبوصيته؛ ففيها ذبح يوليانوس باسم الآلهة، ومنها كتب إلى بعض أصدقائه، ولكن هذا لم يعن اضطهاد النصرانية، فإنه عندما دخل القسطنطينية استدعى إليه مكسيميوس الوثني كما استدعى القديس باسيليوس رفيقه في جامعة آثينة.

ومنح يوليانوس الشعب حرية المعتقد وسمح بعودة من نفي مضطهدا، فاغتنم الفرصة أثناسيوس الكبير وعاد إلى الإسكندرية، ولكن يوليانوس ما لبث أن أصدر في السابع عشر من حزيران من السنة ٣٦٢ قانونا جديدا للتعليم حصر بموجبه تعيين الأساتذة بيد السلطة المركزية ومنع المسيحيين من مزاولة هذه المهنة؛ «لأنهم حرموا درس النصوص الفلسفية القديمة1.» فانبرى كل من أبوليناريوس كاهن اللاذقية وابنه أسقفها لنظم التاريخ المقدس في لغة يونانية قشيبة فصحى، فأخرجا أربعا وعشرين قصيدة ضمناها أخبار التوراة منذ البدء حتى عهد شاوول، وحذا حذوهما غيرهما من الآباء، فتيسرت للنصارى نصوص يونانية فصحى استعاضوا بها في تعليم أولادهم عن النصوص اليونانية الوثنية.

وأفرغ يوليانوس مجهوده في تذليل الأكليروس، فنزع منهم امتيازاتهم وأبطل ما كان قد أمر به قسطنطين الكبير من معونة لهم، وكان يقول مستهزئا إن قصده من ذلك أن يقود المسيحيين إلى الكمال بحملهم على إتقان الفقر الذي أمر به الإنجيل، وعرى الكنائس ونقل تحفها إلى هياكل الأوثان.

في أنطاكية:ودب النشاط في صفوف قبائل القوط في قطاع

  1. Julianus, Opera, II, 544, Epistola, 42.
٨٢