صفحة:السيرة النبوية لابن هشام.pdf/16

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۶

سُبَيعَةُ بِنْتُ الْأَحَبِّ بْنِ زَبِينةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ ابْن هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ، وَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ ابْن مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لِابْنِ لَهَا مِنْهُ يُقَالُ لَهُ خَالِدٌ، تُعَظِّمُ عَلَيْهِ حُرْمَةَ مَكَّةَ، وَتَنْهَاهُ عَنْ الْبَغْيِ فِيهَا، وَتَذْكُرُ تُبَّعًا وَتَذَلُّلَهُ لَهَا، وَمَا صَنَعَ بِهَا:

أَبُنَيَّ لَا تَظْلِمْ بِمَكَّةَ
لَا الصَّغِيرَ وَلَا الْكَبِيرْ
واحفظ محارمها بنىّ
وَلَا يَغُرَّنكَ الغَرورْ
أَبُنَيَّ مَنْ يَظْلِمْ بِمَكَّةَ
يَلْقَ أَطْرَافَ الشُّرورْ
أَبُنَيَّ يُضْرَبْ وَجْهُهُ
وَيَلُحْ بِخَدَّيْهِ السَّعيرْ
أَبُنَيَّ قَدْ جَرَّبْتهَا
فَوَجَدْتُ ظَالِمهَا يَبُورْ
اللَّهُ أَمَّنَهَا وَمَا
بُنِيَتْ بِعَرْصَتِهَا قُصورْ
وَاَللَّهُ أَمَّنَ طَيْرَهَا
وَالْعُصْمُ تَأْمَنُ فِي ثَبيرْ
وَلَقَدْ غَزَاهَا تُبَّعٌ
فَكَسَا بَنِيَّتَهَا الْحَبِيرْ
وَأَذَلَّ رَبِّي مُلْكَهُ
فِيهَا فَأَوْفَى بالنُّذُورْ
يَمْشِي إلَيْهَا حَافِيًا
بِفِنَائِهَا أَلْفَا بَعِيرْ
وَيَظَلُّ يُطْعِمُ أَهْلَهَا
لَحْمَ الْمَهَارَى والجَزورْ
يَسْقِيهِمْ الْعَسَلَ الْمُصَفَّى
وَالرَّحِيضَ مِنْ الشعيرْ
وَالْفِيلُ أُهْلِكَ جَيْشُهُ
يُرْمَوْنَ فِيهَا بِالصُّخُورْ
وَالْمُلْكَ فِي أقْصَى الْبِلَاد
وَفِي الْأَعَاجِمِ وَالْخَزِيرْ
فَاسْمَعْ إذَا حُدِّثْتَ وَافْهَمْ
كَيْفَ عَاقِبَةُ الأمورْ