صفحة:الفاروق.pdf/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وسيرة الرسول وخلفائه والوعاظ والمرشدين والمعلمين . . ألا إنهم يأكلون الآن أطيب المآكل ويلبسون أفخر الثياب، ويسكنون الدور الواسعة والقصور الشاهقة ويملكون الضياع ولا يعرفون من التقشف إلا اسمه ويطمعون فى المزيد . فهل هؤلاء متبعون سنة رسول الله : أو هل هم مقفون أثر الخلفاء من بعده ؟ . سأل عمر بن الخطاب الأحنف وكان قد وقد إليه مع جند البصرة عن ثمن ثوب له فذكر الأحنف ثمنا يسيرا ثمانية أو نحوها ونقص مما كان أخذه به وكان قد أخذه باثني عشر فقال : «هلا بدون هذا ؟ ووضعت فضله موضعا تغنی به مسلما ! » لقد أشفق المسلمون من حالة عمر وتوسلوا إلى حفصة ابنته أن ترجوه ليطعم طعاما ألين ويلبس لباسا ألين . وقالوا لها فليبسط في هذا الفيء فيما شاء منه وهو فى حل من جماعة المسلمين . لكنه أبى إلا التمسك بسنة رسول الله ليكون قدوة حسنة للولاة والحكام والناس عموما في دينهم ودنياهم ومثالا للعفة والنراهة والاخلاص وهاك مثلا ظريفا لعفه رضى الله عنه . فقد كان يجر وهو خليفة فجهز عيرا إلى الشام فبعث إلى رجل من أصحاب النبي عليه السلام يستقرضه أربعة آلاف درهم فقال الرجل لرسول عمر . قل له يأخذها من بيت المال ثم ليردها . فلما جاءه الرسول فأخبره بما قال . شق ذلك عليه ، فلقيه عمر فقال « أنت القائل ليأخذها من بيت المال فان مت قبل أن تجي قلتم أخذها أمير المؤمنين . دعوها له وأوخَذ بها يوم