صفحة:الكامل في صنعة الأسطرلاب الشمالي والجنوبي وعللهما بالهندسة والحساب، أحمد بن محمد الفرغاني.pdf/33

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التي تركب على الأغصان المجوفة مجوفة أيضاً ويكون رؤوس هذه العصافير المجوفة صفارات روميّة ويكون مَخْرج الهواء من هذه الصفارات من مناقير العصافير ثم يركب هذه العصافير المجوفة التي فيها الصّفَارات على تلك الأغصان المجوفة النافذة إلى ساق الشجرة وما بقي من سائر العصافير يركب على سائر الأغصان فيما ليس بمجوف وإنما قلنا لا يكون كل العصافير مجوفة كيلا ينتشر الهواء الخارج من البيت وينقسم في عدد العصافير فيضعف دفعه ولا يكون حينئذ من الصوت إلا الخفي حداً ويكون ساق الشجرة انبوب مجوف نافذ كما قلنا ويكون نفوذه إلى البيت الصّغير الذي وصفناه فإن الماء الذي ينصب من المغرفة حركت الحيات ودخل الماء إلى البيت فيها الهواء المشحن في البيت فيدخل الهواء في ساق الشجرة وبعد إلى الصفارات فسمع الصفير من مناقير الطيور شبيه بصياح العصافير وهذا البيت أيضاً كما كان اولاً ليمتلئ من الهواء أيضاً لَئِن المغرفة إذا امتلأت يريد أن يفرغ ما فيها في هذا البيت فليكن أرض هذا البيت شبيهة بالطَرْجَهارَةِ كما قلنا فيما تقدم ويكون في وسطه سواء عمق شبيه بالاسريجة ويكون في وسط هذه الاسربجية ثقب دقيق ويكون هذا البيت مواري لثقب القمع الذي تدخل الماء إليه في البيت ويكون ما يدخل من انبوب سقف البيت الذي هو شبيه بالقمع أضعاف ما يخرج من ثقب الابيريحة وإنما جعلناه على هذا المكان لأن ما يخرج من الماء نكسها فلا يكون للهواء مخرج إلا مناقير العصافير فيسمع الصوت لذلك كما بيّنا وهذه صورة البيت الشجرة