صفحة:الكامل في صنعة الأسطرلاب الشمالي والجنوبي وعللهما بالهندسة والحساب، أحمد بن محمد الفرغاني.pdf/35

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جداً ليكن إذا خرج الهواء من جوف الرجل الزامر ومرّ بها زمرت زمراً شديداً ثم يركب رأس الرجل الزامر على يديه تركيباً مهندماً حتى يقع حية الزمارة في فم الرجل كما قد وصفنا ليكون ذلك أحسن فيكون حينئذ بعينه وصورته كصورة رجل مائل زامر قائم في موضعه الذي وصفناه وهيئناه وليس في خزانته شيء البتة إنما هي مملؤة هواء ثم ليرجع إلى خزانة مغيض الماء الكبيرة التي ركبنا فيها بيت الشجرة فثقب في وسط أرضها ثقباً نافذاً إلى خزانة الزامر وتركّب فيه انبوب يكون طوله في خزانة الماء إلى قدر ثلاثة أرباعها ويكون قدر الماء ان يرتفع إلى نصف النهار بقدر هذا وزيادة قليل ويكون دخوله في خزانة الزامر قدر أصبع أو عقد ويركب على هذا الانبوب في خزانة مغيض الماء انبوب كأس العدل مكتوب على الانبوب القائم يكون مستدل عليه إلى قريب من أرض خزانة مغيض الماء وقد تم ما أردناه لأن المغرفة تملأ وتفرغ ما فيها من الماء إلى خزانة مغيض الماء ابدا حتى إذا بلغ الماء إلى رأس انبوب العدل من خزانة المغيض انحدب الماء كله دفعةً واحدةً ونزل إلى خزانة الزمارة ودفع الماء الهواء فاخرجه كله من زمارة الزامر فزمر كما قلنا وليكن لخزانة الماء بثيون مطحون حيد مهندم مسدود مغلق فإذا زمر الزامر فتح ذلك البثيون فخرج كل الماء الذي في الخزانة من البثيون ثم يعود يسده فالماء يتجمع من طلوع الشمس إلى نصف النهار حتى كادت أن يزول الشمس بلغ إلى رأس انبوب العدل عند علامة ح ط ثم يرتفع فينزل كله دفعة في انبوب العدل إلى خزانة الهواء فيزمر الزامر