صفحة:المختصر في حساب الجبر والمقابلة.pdf/4

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢

إما رجل سبق إلى ما لم يكن مستخرجا قبله فورثه من بعده وإما رجل شرح مما ابقا الأولون ما كان مستغلقا فاوضح طريقة وسهل مسلكه وقرب مأخذه وإما رجل وجد في بعض الكتب خللا فلمّ شعثه واقام اوده وأحسن الظن بصاحبه غير زاد عليه ولا مفتخر من ذلك بفعل نفسه.

وقد شجعني ما فضل الله به الإمام المأمون أمير المؤمنين مع الخلافة التي جاز له إرثها وأكرمه بلباسها وحلاه بزينتها من الرغبة في الأدب وتقريب أهله وإدناءهم وبسط كنفه لهم ومعونته إياهم على إيضاح ما كان مستبهما وتسهيل ما كان مستوعراً علي أن ألفت من حساب الجبر والمقابلة كتاباً مختصراً حاصراً للطيف الحساب وجليله لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجاراتهم وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكري الأنهار والهندسة وغير ذلك من وجوهه وفنونه مقدما لحسن النية فيه وراجياً لأن يبذله أهل الأدب بفضل ما استودعوا من نعم الله تعالي وجليل الايه وجميل بلايه عندهم منزلته وبالله توفيقي في هذا وفي غيره عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وصلى الله على جميع الأنبياء والمرسلين.